Дерево растет в Бруклине
شجرة تنمو في بروكلين
Жанры
وقاطعتهما أمهما قائلة: حسنا، في كل امرأة شيء من الرجل، وفي كل رجل شيء من المرأة، وانتهت المناقشة عند ذلك الحد؛ لأن رد أمهما كان شديد الإلغاز في نظر الطفلين، حتى قررا ألا يسترسلا في الأمر.
وذهبت فرانسي إلى أمها تخبرها برغبتها في استطلاع الجنس حين بدأت - كما كتبت في يومياتها - تتحول إلى امرأة، وقالت لها كاتي في بساطة وصراحة كل شيء وما كانت تعرفه هي، وكانت كاتي في شرحها لها تستخدم كلمات تعد قبيحة، ولكنها استخدمتها في شجاعة بلا تردد؛ لأنها لم تكن تعرف كلمات أخرى تؤدي معناها، ولم يكن أحد أخبرها قط بالأشياء التي قالتها لابنتها، ولم يكن في تلك الأيام كتب ميسورة لأناس مثل كاتي، تستقي منها المعلومات الصحيحة عن الجنس، ولم يكن في شرح كاتي شيء خارج بالرغم من الكلمات الصريحة والعبارات الخالية من التكلف التي كانت تستخدمها.
وكانت فرانسي أسعد حظا من معظم أطفال الحي، فقد فهمت كل ما كانت تحتاج إلى معرفته في الوقت الذي كان يجب أن تعرفه، ولم تكن بحاجة أبدا إلى أن تتسلل في الممرات المظلمة مع البنات الأخريات، وتتبادل معهن الأسرار الآثمة، ولم يضطرها الأمر قط إلى أن تعلم الأمور على نحو مشوه.
وإذا كان الجنس الطبيعي سرا في الحي، محاطا بأشد الكتمان، فقد كان الجنس الإجرامي كتابا مفتوحا، وكان شيطان الجنس الذي يتسلل في كل أنحاء المدينة الفقيرة المزدحمة المتخمة كابوسا مرعبا يجثم على صدور الآباء والأمهات، والظاهر أنه كان في كل حي شيطان من هذا القبيل، وظهر شيطان في ويليمسبرج في ذلك العام الذي بلغت فيه فرانسي الرابعة عشرة من عمرها، وأخذ منذ وقت طويل يتحرش بالبنات الصغيرات ويزعجهن، ولم يقبض عليه قط، بالرغم من أن رجال الشرطة كانوا دائمي البحث عنه، ومن أسباب ذلك أن الآباء حين تقع ابنتهم فريسة له يكتمون السر حتى لا يعرف أحد شيئا، ويفرق ما بين الطفلة وسائر الأطفال، وينظر إليها كأنما هي شيء معزول، الأمر الذي جعل استئنافها لحياة الطفولة الطبيعية مع أترابها شيئا مستحيلا.
وفي يوم ما، قتلت فتاة صغيرة من منطقة فرانسي السكنية، ولم يكن بد من أن ينكشف الأمر للجميع، وكانت القتيلة طفلة صغيرة في السابعة من عمرها حسنة السلوك مطيعة، فلما تأخرت عن العودة من المدرسة إلى البيت لم تقلق أمها، وظنت أن الطفلة وقفت تلعب هنا أو هناك، لكنهم خرجوا بعد العشاء يبحثون عنها ويسألون زميلاتها، ولم تكن واحدة منهن قد رأت الطفلة منذ خروجها من المدرسة.
وسرت موجة من الخوف في الحي، ونودي الأطفال لمغادرة الشارع، وحبسن في البيوت داخل الأبواب المغلقة، وجاء ماكشين ومعه ستة من رجال الشرطة، وبدءوا يفتشون الأسطح ومخازن المؤن.
وعثر على الطفلة أخيرا أخوها الفظ الأحمق الذي يبلغ من العمر سبعة عشر عاما، وكانت جثتها الصغيرة ترقد في عربة من عربات الدمى التي سقطت حشيتها في مخزن للمؤن في بيت من البيوت المجاورة، ولقد ألقي رداؤها الممزق وملابسها الداخلية وحذاؤها وجوربها الأحمر الصغير على كوم من الرماد، وسئل الأخ، وكان مضطربا يتلجلج في الإجابة، وقبضوا عليه من قبيل الشك، ولم يكن ماكشين غبيا، فقد قبض عليه للتعمية حتى لا يجد القاتل ما يريبه، وكان ماكشين يدرك أن القاتل سوف يشعر بالأمان، فيضرب ضربة أخرى، وفي هذه المرة سيكون رجال الشرطة له بالمرصاد.
وشمر الآباء والأمهات عن ساعد العمل، فأخبروا أطفالهم عن الشيطان وعما يأتيه من أفعال بشعة، غير عابئين بتخير الألفاظ المناسبة، وحذرت البنات الصغيرات بألا يأخذن الحلوى من الغرباء، ولا يتكلمن مع رجل غريب، وأخذت الأمهات ينتظرن أطفالهن على البوابات حين تنصرف المدرسة، وهجرت الشوارع كأنما قاد الزمار الأرقط كل الأطفال إلى جبل بعيد، وعم الفزع والرعب كل أنحاء الحي، واستبد القلق بجوني خوفا على فرانسي، حتى إنه أحضر إلى البيت غدارة.
وكان لجوني صديق اسمه برت يعمل حارسا ليليا للمصرف القائم بمنعطف الشارع، وكان برت في الأربعين من عمره، متزوجا من فتاة في نصف عمره، يغار عليها بجنون، ويشك في أنها تتخذ لنفسها عشيقا بالليل حين يكون في حراسة المصرف، واختمرت الفكرة في رأسه حتى انتهى إلى أنه سوف يستريح لو تحقق ذلك الشك، وكان يؤثر أن ينفطر قلبه بظهور الحقيقة، على أن تتحطم روحه في جحيم الشك، وهكذا يتسلل إلى بيته في أوقات شاذة أثناء الليل، ويأخذ مكانه في حراسة المصرف صديقه جوني نولان، وكانت بينهما إشارات معينة، فبرت أثناء الليل حين يعصف به عذاب الشك ويضطر إلى الذهاب إلى بيته، يطلب من الشرطي المكلف بنوبة الحراسة أن يدق جرس نولان ثلاث مرات، فإذا كان جوني بالبيت حين يسمع الإشارة يقفز من الفراش كرجل المطافئ، ويرتدي ملابسه عجلا ويجري إلى المصرف، كما لو كانت حياته تتوقف على ذلك.
ورقد جوني، بعد أن تسلل برت، على أريكته الضيقة، وأحس بالمسدس الصلب من خلال الوسادة الرقيقة، ورجا أن يحاول أحد اللصوص سرقة المصرف حتى يستطيع أن ينقذ المال ويصبح بطلا، ولكن ساعات الليل التي تولى فيها الحراسة مضت جميعا دون وقوع حادث، بل إنه لم يستمتع أيضا بنشوة ضبط الحارس لزوجته متلبسة بالجريمة الوهمية، فقد كانت المرأة دائما غارقة في النوم العميق وحدها ، حين يتسلل زوجها إلى داخل شقتهما.
Неизвестная страница