Дерево растет в Бруклине
شجرة تنمو في بروكلين
Жанры
وأجابت كاتي: نعم قد تكون كذلك، ولكن أي خير جلبه لها جمالها؟ إن جمالها لعنة عليها، وقد سمعت أن أمها لم تتزوج أبدا، وأنجبت طفليها على هذا النحو، وإن ابنها الآن محبوس في سجن «سنج سنج»، وابنتها أنجبت ذلك الطفل، إن الفساد يجري في دم سلالتهما من الجد إلى الحفيد، وما من جدوى ترجى من العطف عليهما.
وأضافت في تنزه عن الغرض، وهي صفة كانت تقدر عليها قدرة عجيبة في بعض الأحيان: لا شك أن هذا الأمر لا يعنيني، ولست بحاجة إلى أن أتخذ حياله هذا الموقف أو ذاك، وما من داع يدعوني إلى الخروج من داري والبصق على الفتاة لأنها أخطأت، كما أنني لست بحاجة إلى أن أوويها في بيتي وأتبناها لأنها أخطأت، لقد عانت كثيرا من الآلام لتخرج ذلك الطفل إلى العالم، كما لو كانت تزوجت سواء بسواء، ولسوف تتلقى درسا من ذلك الألم والعار إذا كانت فتاة طيبة في جوهرها، أما إذا كانت بطبيعتها فتاة سيئة فلن تهمها المعاملة السيئة التي تلقاها من الناس ؛ ولهذا فإنني لو كنت مكانك يا جوني لما شعرت بالأسف الكثير من أجلها.
واستدارت فجأة إلى فرانسي، وقالت: لتكن جوانا عبرة لك.
وراقبت فرانسي عصر ذلك اليوم من أيام السبت جوانا، وهي تسير صاعدة هابطة وتحيرت متسائلة، على أي نحو تكون مثل تلك الفتاة عبرة لها؟ وبدت جوانا فخورا بطفلها، هل كانت العبرة تكمن في ذلك؟ كانت جوانا في السابعة عشرة من عمرها فحسب، أليفة أنيسة تريد من كل شخص أن يكون أليفا وأنيسا معها، وكانت تبتسم إلى النساء الشريفات الصارمات، لكن ابتسامتها تموت على شفتيها حين تراهن يقابلنها بالعبوس، وتبتسم للأطفال الصغار وهم يلعبون في الشارع، وبعضهم يبتسم لها، وابتسمت لفرانسي، وأرادت فرانسي أن تبتسم لها ولكنها أحجمت، ترى أكانت العبرة في أن الأمر يقتضيها ألا تعامل بالود فتيات على شاكلة جوانا؟
وبدت الزوجات الشريفات وقد امتلأت أذرعهن بحقائب الخضراوات، ولفائف اللحم البنية اللون كأنما لا ينتظرهن إلا عمل قليل ذلك العصر، فأخذن يجتمعن في «شلل» صغيرة ويتهامسن، ويتوقف الهمس حين تمر جوانا بهن، ليبدأ مرة أخرى حين تبتعد.
وكانت جوانا في كل مرة تمر فيها يزداد خداها توردا ويزداد رأسها شموخا، ويضرب إزارها الهواء بعنف من خلفها في مزيد من الجرأة والتحدي، وبدت كأنها تزداد جمالا وكبرياء كلما مشت، وكانت تتوقف أكثر مما يقتضيه الأمر لتحكم غطاء الطفل، وجنت عقول النساء وهي تلمس خد الطفل وتبتسم له في حنان، وكيف تجرؤ على ذلك! وفكرن كيف تبلغ بها الجرأة أن تتصرف كما لو كان لها الحق في أن تفعل ذلك؟
ومعظم هؤلاء النساء الشريفات نشأن أطفالهن بالصراخ والضرب، والكثيرات منهن يكرهن أزواجهن الذين ينامون إلى جوارهن بالليل، ولم يعدن يشعرن بمتعة كبيرة معهم، وكن يتحملن في صرامة المعاشرة الزوجية معهم، وهن يصلين طول الوقت ألا تكون النتيجة طفلا آخر، وجعل هذا الاستسلام المرير الرجل فظا متوحشا، وأصبحت المعاشرة الزوجية في نظر بعضهم رجالا ونساء أمرا وحشيا، كلما عجلوا بنهايتها كان ذلك أفضل لهم، وكرهوا هذه الفتاة لأنهم شعروا أن شأنها مع أبي طفلها لم يكن كشأنهم.
واكتشفت جوانا كراهية النساء لها، لكنها لم تضعف حيال ذلك ولم تسلم بالأمر وتأخذ الطفل داخل البيت، وكان لا بد أن يحدث شيء، وانفجرت النساء أولا، وقد عجزن عن تحمل الأمر أكثر من ذلك، وكان عليهن أن يفعلن شيئا في هذا الشأن، وصاحت امرأة متوترة الأعصاب حين مرت بهن جوانا في المرة التالية: ألا تشعرين بالخزي من نفسك؟
وسألت جوانا: لماذا؟
وأشعل هذا السؤال غضب المرأة، وقالت لامرأة ثانية: إنها تسأل لماذا؟ سأقول لها لماذا ... لأنك عار وفضيحة، إنه ليس من حقك أن تستعرضي نفسك في الشوارع ومعك ابن السفاح، حيث يراك الأطفال الأبرياء.
Неизвестная страница