Дерево растет в Бруклине
شجرة تنمو في بروكلين
Жанры
وخفق قلب فرانسي، إنها هي تلك المدرسة التي تريد أن تذهب إليها! ولكن كيف كان يمكن أن تلتحق بها؟ والقانون صارم يفرض على التلميذ أن يلتحق بمدرسة في حيه، فإذا أرادت أن تلتحق بهذه المدرسة فإن الأمر يقتضي أن ينتقل أبواها إلى ذلك الحي، وفرانسي تعلم أن أمها لن تنتقل من مسكنها لمجرد أن فرانسي تريد أن تنتقل إلى مدرسة أخرى، وسارت إلى البيت متباطئة تفكر في هذا الأمر.
وجلست في تلك الليلة تنتظر أباها حين يعود من عمله، وجاء جوني إلى البيت وهو يصفر لحن أغنية «مولي مالون» صاعدا السلم عدوا، وبعد أن أكل الجميع السمك والكافيار، وكفتة الكبد التي حملها إلى البيت، ذهب كل من الأم ونيلي إلى فراشهما، وظلت فرانسي تجلس في صحبة أبيها وهو يدخن سيجاره الأخير، وهمست إذن بكل ما كان من أمر تلك المدرسة فنظر إليها وهز رأسه وقال: سنرى ذلك في الغد. - إنك تعني أننا نستطيع أن ننتقل إلى جوار المدرسة. - لا، ولكن يجب أن تكون هناك طريقة أخرى، سأذهب معك إلى ذلك المكان غدا، ونرى ما يمكننا أن نفعل.
وفرحت فرانسي حتى إنها لم تستطع النوم بقية الليل، ونهضت من فراشها في الساعة السابعة، ولكن جوني ما زال يغط في نومه، فانتظرت على أحر من الجمر، وكلما رأته يتنهد في نومه جرت لترى هل استيقظ من نومه أم لا.
واستيقظ جوني قرب الظهيرة، وجلس أفراد أسرة نولان لتناول الغداء ولم تستطع فرانسي أن تأكل، وظلت تنظر إلى أبيها، ولكنه لم يفصح لها بشيء، ترى هل نسي الأمر؟ هل نسيه؟ لا، إنه لم ينس لأنه قال في غير اكتراث وكاتي تصب القهوة: أظن أنني فيما بعد سأصحب ابنتي الحبيبة في نزهة قصيرة سيرا على الأقدام.
وقفز قلب فرانسي في صدرها: إنه لم ينس، إنه لم ينس. وانتظرت إجابة أمها، ربما تعترض، أو تسأل عن السبب أو تقترح أن تذهب معهما أيضا، ولكن كل ما قالته الأم هو: حسنا.
وغسلت فرانسي «الأطباق»، ثم كان عليها أن تنزل إلى محل الحلوى لتشتري صحيفة يوم الأحد، ثم إلى محل السيجار لتشتري لأبيها سيجار الكورونا بخمسة سنتات، وكان لا بد لجوني أن يقرأ الصحيفة، أجل يقرأ كل عمود بما في ذلك باب المجتمع الذي لا يثير اهتمامه، وأسوأ من ذلك أن الأمر يقتضيه أن يعلق لأمها على كل موضوع يقرؤه، وكان يضع الصحيفة جانبا في كل مرة ويتجه إلى أمها، ويقول: إن الصحف تشتمل على أشياء مضحكة هذه الأيام، انظري إلى هذه القصة.
وفرانسي تكاد تبكي.
وحلت الساعة الرابعة، وانقضى وقت طويل منذ دخن جوني السيجار، والصحيفة ملقاة على الأرض وقد برزت صفحاتها الداخلية، وكاتي ملت سماع تحليل الأنباء فأخذت نيلي وذهبت لتزور ماري روملي.
وانطلق الأب وفرانسي يمسك كل منهما بيد الآخر، وقد لبس حلة السهرة الوحيدة التي يملكها وقبعة الدربي فبدا عظيما كل العظمة، وكان يوما رائعا من أيام شهر أكتوبر، اجتمعت شمسه الدافئة وريحه المنعشة لتنشرا عبير المحيط في كل ركن، وسارا مجتازين بعض مجموعات من المساكن ثم انثنيا إلى عطفة، فأصبحا في ذلك الحي الآخر، ولم يكن في الإمكان أن تجد مثل هذا الفارق الواضح إلا في مكان عظيم منبطح كبروكلين، وكان حيا يسكنه جيل أمريكي خامس أو سادس، في حين أنك إذا استطعت أن تثبت في الحي الذي تعيش فيه أسرة نولان، أنك ولدت في أمريكا فإن ذلك يكون شيئا فذا.
والحق أن فرانسي كانت التلميذة الوحيدة في فصلها التي ولدت لأبوين ولدا في أمريكا.
Неизвестная страница