قالت: إنما عنيت أن تشهد الرواية؛ لأنها تشبه قصتي تمام المشابهة، ويجوز أن تكون القصة مما يعنيك.
قال: لأن أسمعها من لسانك خير من أن أشهدها مع مئات.
قالت: فأين إذن؟
قال: ما رأيك في حديقة الأهرام؟ إنها مكان قلما يغشاه أحد في هذه الآونة، وسنلتقي في زاوية من الطريق ونستقل سيارة من هناك إلى الحديقة، وأسمع منك أو أقول لك كل ما تحبين. •••
كان أول ما فاهت به وهي تجلس إلى جانبه في السيارة أن قالت: لا بد أنك حسبتني مجنونة وقلت في خلدك: ما هذه الرعناء التي تقبل التقبيل، ثم تخرج مغضبة، ثم تتكلم بالتليفون، ثم تحضر إلى الموعد طائعة؟ فماذا حسبتني بربك؟ قل لي ولا تكذب!
قال: على كل حال لست بآسف لجنونك.
قالت: وأنت يا حضرة العاقل اللبيب الرشيد، أما حاولت أن تفهم لماذا كان خروجي بهذه المفاجأة قبل أن ترميني بالجنون؟
قال مستفهما: أللأمر علاقة بماريانا؟
قالت: هو ذاك، فلو أنني أطلت المكوث لباخ الغضب بعد ذلك، ولو أننا تواعدنا أمامها لوقعت في براثنها بلا رحمة، فإما أن أطيعها في كل ما يعن لها، وإما التهديد والإنذار.
فربت على خدها كأنها طفلة أجادت درسها، وقال: إنك لحصيفة يا هذه التي تتطلع مني إلى تهمة الجنون، ولكنها حصافة مخيفة.
Неизвестная страница