فمالت إليه ليدا بطرفها في حياء وقالت: «إننا كلنا حسان.»
فضحك سارودين عن ثناياه الناصعة البراقة وقال: «ما هذا؟ حسان!! ها ها! لسنا نعدو أن نكون كالإطار يظهر وضاءة جمالك الباهر.»
فقال سانين دهشا: «أقول يا لها من فصاحة!»
وكانت في صوته نبرة خفيفة من التهكم.
فنطق تاناروف الصموت وقال: «إن ليدا بتروفنا تحيل الغبي فصيحا.» وكان يساعدها على نزع قبعتها فهدل شعرها فادعت الغيظ وهي ماضية في ضحكها.
وقال سانين «ماذا؟ وأنت أيضا فصيح؟»
فهمس نوفيكوف في خبث ونفسه مرتاحة: «دعهم يتفصحون!»
وقطبت ليدا جبينها لأخيها وكأنما كانت عيناها السوداوان تقولان له بأصرح عبارة «لا تحسب أني عاجزة عن استبطان هؤلاء النفر، إنما أبغي أن أمتع نفسي، وما أنا بالورهاء الحمقاء وإني لأدري ما أنا فيه.»
فابتسم لها سانين.
وتم أخيرا نزع القبعة. ووضعها تاناروف في تؤدة ووقار على المنضدة، ولكن ليدا صاحت به مداعبة مظهرة الحنق: «أندريه بافلوفتش! انظر! انظر ماذا صنعت بي! لقد أفسدت شعري فاختلط وسأضطر أن أدخل البيت لأصلحه.»
Неизвестная страница