Сахих Сунна
صحيح السنة بين أهل السنة والسنة
Жанры
وقال تعالى مخاطبا لنساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهن أمهات المؤمنين، وأشد صحبة: ?يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين?، فالحق أن مذهب أهل السنة والجماعة في الصحابة فيه غلو وتجاوز، ومما يزيد ما قدمنا تأكيدا، ما ضربه الله تعالى لنا من المثل بامرأة نوح وامرأة لوط في قوله تعالى: ?ضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين?، وهذا المثل ضربه الله تعالى خصوصا للصحابة والصحابيات، فصحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لاتغني من عذاب الله، فلا يغتروا.
فسنته تعالى في الأولين والآخرين واحدة، ولن تجد لسنة الله تبديلا، ولن تجد لسنة الله تحويلا، وقد قال تعالى للناس عامة: ?فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره?، ومن هنا فإن نبي الله آدم عليه السلام حين عصى الله تعالى أخرجه من الجنة، وقد أخبرنا الله تعالى أنه اصطفى آل إبراهيم على العالمين، ثم قال تعالى مخبرا عن حالهم: ?فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون?.
وأخبرنا سبحانه عن بني إسرائيل، فقال: ?ولقد اخترناهم على علم على العالمين?، وقال مخاطبا لهم: ?يابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين? ثم قال عنهم في آية أخرى: ?ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون?، وكم ورد من الذم لبني إسرائيل في القرآن.
إذن فما جاء في فضل الصحابة في القرآن والسنة، فإنه لايعم العاصين والمنافقين، وإن سموا صحابة، بل إن الفضل والكرامة لمن استقام ولم يغير ولم يبدل، أما من غير وبدل وهتك أستار التقوى فليس له من ذلك الفضل حظ ولانصيب، وكان كالعصاة من آل إبراهيم، وآل إسرائيل الذي اصطفاهم الله على العالمين: ?سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا?.
Страница 5