البَلاَغَة: ١ - التعرض بعنوان الربوبية ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ﴾ مع الإضافة إلى الرسول ﵇ للتشريف والتكريم لمقامه العظيم وتقديم الجار والمجرور ﴿لِلْمَلاَئِكَةِ﴾ للاهتمام بما قُدّم، والتشويق إلى ما أُخّر.
٢ - الأمر في قوله تعالى ﴿أَنْبِئُونِي﴾ خرج عن حقيقته إِلى التعجيز والتبكيت.
٣ - ﴿فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ﴾ فيه مجاز بالحذف والتقدير: فأنبأهم بها فلما أنبأهم حذف لفهم المعنى.
٤ - ﴿ثُمَّ عَرَضَهُمْ﴾ هو من باب التغليب لأن الميم علامة الجمع للعقلاء الذكور، ولو لم يغلّب لقال ﴿ثُمَّ عَرَضَهُمْ﴾ أو عرضهن.
٥ - إِبراز الفعل في قوله ﴿إني أَعْلَمُ غَيْبَ السماوات﴾ ثم قال ﴿وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ﴾ للإِهتمام بالخبر والتنبيه على إِحاطة علمه تعالى بجميع الأشياء، ويسمى هذا بالإِطناب.
٦ - تضمنت آخر هذه الآية من علم البديع ما يسمى ب «الطباق» وذلك في كلمتي ﴿تُبْدُونَ﴾ و﴿تَكْتُمُونَ﴾ .
الفوَائِد: الأولى: قال بعض العلماء: في إِخبار الله تعالى للملائكة عن خلق آدم واستخلافه في الأرض، تعليمٌ لعباده المشاورة في أمورهم قبل أن يقدموا عليها.
الثانية: الحكمة من جعل آدم ﵇ خليفة هي الرحمة بالعباد - لا لافتقار الله - وذلك أن العباد لا طاقة لهم على تلقي الأوامر والنواهي من الله بلا واسطة، ولا بواسطة مَلَك، فمن رحمته ولطفه وإِحسانه إِرسال الرسل من البشر.
الثالثة: قال الحافظ ابن كثير: وقول الملائكة ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا﴾ الآية ليس هذا على وجه الاعتراض على الله، ولا على وجه الحسد لبني آدم، وإِنما هو سؤال استعلام واستكشاف عين الحكمة في ذلك، يقولون: ما الحكمة في خلق هؤلاء مع أن منهم من يفسد في الأرض؟ وقال في التسهيل: وإِنما علمت الملائكة أن بني آدم يفسدون بإِعلام الله إِياهم بذلك، وقيل: كان في الأرض جنٌ فأفسدوا، فبعث الله إِليهم ملائكة فقتلتهم، فقاس الملائكة بني آدم عليهم.
الرابعة: سئل الشعبي: هل لإِبليس زوجة؟ قال: ذلك عرسٌ لم أشهده؟ قال: ثم قرأتُ قوله تعالى: ﴿أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِي﴾ [الكهف: ٥٠] فعلمت أنه لا يكون له ذرية إِلا من زوجة، فقلت: نعم.
1 / 42