لا يا أيها الدعي المتعسف! بل يتعدى بنفسه، ولهذا يجيء منه اسم المفعول على ميمون، ويذكر بغير حرف الجر.
وجاء في المجلة: وقال: «أذكرتني بك الكواكب» والصواب «أذكرتنا إياك فإن أذكر يتعدى بنفسه إلى مفعولين. عدنا ما أدري للمرة كم إلى التعدية والمفعولات، وليس أعجب من جهل صاحب «لغة العرب» إلا إقدامه على المنع بصيغة الجزم الذي لا مراجعة فيها، فليعلم إذن أن «الذكر» مجردا ومزيدا يتعدى بالباء كما جاء في القرآن الحكيم:
ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله .
وليعلم - وأجرنا في تعليمه على الله الذي خلقه - أن الباء لا تكون للتعدية وحدها، ولكنها تأتي لاثني عشر معنى، وتدخل في بعض هذه المعاني على الاسم الذي يتبع الفعل المتعدي كما جاء في قول الراعي وهو عربي قح:
هن الحرائر لا ربات أحمرة
سود المحاجر لا يقرأن بالسور
و«يقرأ» يتعدى بنفسه كما كان يقول علامتنا الجهالة لو حضر الراعي في أيامه.
وكما جاء في قول امرئ القيس: «هصرت بغصن» وهو يتعدى بنفسه.
وكما جاء في قول الأعشى: «ضمنت برزق عيالنا أرماحنا» وضمن يتعدى بنفسه أيضا، وكما جاء في القرآن:
لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي
Неизвестная страница