Руссо: Очень короткое введение
روسو: مقدمة قصيرة جدا
Жанры
شكر وتقدير
لم يتطلب إنجاز هذا العمل وقتا يتجاوز الأسابيع الثمانية التي رصدت من أجله من الأساس، لكن ما أنجز في هذه الأسابيع جمع على مدار فترة لا تقل عن ثماني سنوات. لقد اقتبست في هذا الكتاب بضع صفحات من أعمال سابقة عن روسو مع إعادة صياغتها بحيث تتلاءم مع النص؛ وذلك على النحو التالي: المقالة الخاصة بروسو في كتاب «الفكر السياسي من أفلاطون حتى الناتو» (لندن، 1984)، في الفصل الأول، و«خطاب حول الفنون والعلوم» وإرهاصاته، من كتاب «تقييمات جديدة لروسو»، تحرير إس هارفي وإم هوبسون، وآخرين (مانشستر، 1980)، و«روسو عن رامو والثورة»، من كتاب «دراسات عن القرن الثامن عشر»، المجلد الرابع، تحرير آر إف بريسيندن وجيه سي إيد (كانبيرا، 1979)، في الفصل الثاني، و«مفهوما روسو عن الحرية» من كتاب «الحيوات والحريات والمصلحة العامة»، تحرير جي فيفر وإف روزين (لندن، 1987) في الفصل الرابع. وحيثما أمكن، حاولت إدخال التصحيحات أو التنقيحات التي اقترحها علي أو لفت نظري إليها جون هوب ميسون وكوينتن سكينر. وإنني أدين بالفضل للسير كيث توماس لصبره الذي لا يتخيله عقل؛ إذ سمح لي بأن أعلم بمشكلات نشر الكتاب بمجرد أن تحدث وأعمل على حلها، ولتنقيحاته الدقيقة جدا لأسلوبي. وأتقدم أيضا بخالص الشكر والتقدير لمحرري العمل - سوزي كيسمنت وكاثرين كلارك - بمطبعة جامعة أكسفورد لتشجيعهما الشديد لي بما يتجاوز أي نداء لأداء الواجب. أدين بالفضل أيضا لمارلين دان وكارين هول لإعدادهما نسخة مكتوبة على الآلة الكاتبة من الكتاب وإخراجها بالتنسيق المطلوب.
نوفمبر 1993
لقد اغتنمت الفرصة التي أتاحتها لي إضافة الصور لهذا النص لتعديل بعض التفاصيل، بعضها لأغراض الإيضاح، وكذلك لتصحيح خطأين لفت نظري إليهما مترجم اللغة اليابانية الخاص بي شوجي ياماموتو. ولقد شجعني ظهور طبعات جديدة خلال السنوات الأخيرة من كتابات روسو بالفرنسية والإنجليزية على تنقيح أو إضافة العديد من المراجع. فقد أسهبت في عرض أفكار بعينها، ولا سيما في الفصول الأول والثالث والرابع. وضمنت في الفصل السادس، الذي حاكيت فيه أسلوب روسو نفسه قدر الإمكان، والذي كان عرضة أيضا لقيود لغة أخرى ومتطلبات التفسير السياقي، مادة أكبر عن الموسيقى.
مارس 2001
الفصل الأول
حياة وعصر مواطن من جنيف
كان لروسو - وكذا لمونتسكيو وهيوم وسميث وكانط من بين معاصريه - أكبر الأثر في التاريخ الفكري الأوروبي المعاصر، ربما بما يتجاوز أثر جميع معاصريه. فلم يساهم مفكر مثله من مفكري القرن الثامن عشر بكم أكبر من الكتابات المهمة في نطاق كبير جدا من الموضوعات وبأشكال مختلفة من أشكال الكتابة، ولم يضارعه أحد في كتابته من حيث الحماس المتقد والفصاحة البليغة. ولم يتمكن أحد غيره - من خلال أعماله وحياته - من أن يثير الخيال العام أو يربكه بهذا القدر من العمق. ويكاد يكون روسو وحده بين أبرز رموز التنوير الذي عرض التيارات الأساسية للعالم الذي عاش في جنباته إلى أكثر الانتقادات إلهاما، حتى حين كانت غايته الطعن في مسارها، وعندما اغتنم قادة الثورة الفرنسية لاحقا الفرصة لمحاولة وضع النظريات السياسية محل التطبيق العملي، فقد كانت بوصلتهم في المقام الأول موجهة تجاه أفكار روسو.
وشأنه شأن غيره من أبرز كتاب عصره، كان لروسو بطبيعة الحال العديد من الاهتمامات بخلاف السياسة. فقد كان مؤلفا موسيقيا محبوبا جدا، ومؤلفا لقاموس كبير ومهم للموسيقى، وهو الموضوع الذي ربما استرعى انتباهه أكثر من غيره طيلة حياته. ورغم أن عددا من أبرز كتاباته المبكرة المهمة تعاطت مع الفنون والعلوم وفلسفة التاريخ، فمن الواضح أن شغفه الأساسي خلال سنواته الأخيرة انصب على علم النبات الذي خصص له مجموعة من الرسائل أمست بعد ترجمتها للإنجليزية مرجعا شهيرا في هذا العلم في إنجلترا. ولقد أشعل مؤلفه «أحلام يقظة جوال منفرد» ثورة من الطبيعية الرومانسية في شتى أرجاء أوروبا في أواخر القرن الثامن عشر، بينما حظيت روايته «إلواز الجديدة» بأوسع انتشار بين القراء في زمانه. علاوة على ذلك، يعد مؤلفه «اعترافات» أهم عمل للسيرة الذاتية منذ السيرة الذاتية للقديس أوغسطين، وكذا مؤلفه «إميل» عد أهم عمل عن التربية بعد كتاب «الجمهورية» لأفلاطون. ومع ذلك، فقد حقق روسو أوسع شهرة له كفيلسوف أخلاقي ومفكر سياسي.
لقد قدر لمحل ميلاده وطفولته المبكرة أن يتركا انطباعات عميقة على حياته ونموه الفكري. ولد روسو عام 1712 في جنيف، وكانت مدينة صغيرة يعتنق أهلها الكالفينية وتحيط بها مجتمعات كبيرة كاثوليكية في الأغلب الأعم؛ فكانت دولة جبلية تحميها من أي غزو حدودها الطبيعية والثقافة السياسية لمواطنيها، والأهم من ذلك أنها كانت جمهورية في وسط دوقيات وممالك. وعندما وصف روسو لاحقا كاهن سافوي في روايته «إميل» وهو يدين بالإيمان لرب تصل إليه من خلال الفطرة لا الوحي المنزل من السماء، على تل يطل على إحدى المدن، تخيل صورة لتواصل مباشر بين رجل وخالقه كذلك الذي يمكن أن يشاركه إياه قليل من سكان المدن الأخرى التي يعرفها. وفي معارضتهم للحكم الاستبدادي والامتيازات التي تمنح للمنتمين للطبقة الأرستقراطية والتي تقوم على الفساد والرشوة، اعتبر كثير من مفكري القرن الثامن عشر الملوك التقدميين حلفاء لهم في قضية الإصلاح. لكن روسو لم يبد أيا من الثقة التي تحلى بها معاصروه في احتمال وجود حكم مطلق مستنير. وبينما دفع وجود التزام راديكالي، وهو الذي قلل منه الخوف من الرقابة، لدى ديدرو وفولتير وغيرهما لنشر مؤلفاتهم دون وضع أسمائهم عليها، استغل روسو كل فرصة سانحة له لينشر أعماله بتوقيع «مواطن من جنيف»، ولم يكف عن ذلك إلا بعد أن اقتنع بأن بني وطنه فقدوا بوصلتهم بشكل كامل. ولم يكن أي من رموز التنوير أكثر من روسو عداء للمسار الذي اتخذته الحضارة السياسية، ولم يكن أي منهم في الوقت نفسه فخورا بهويته السياسية شأنه.
Неизвестная страница