أعطني روميو حبيبي! وإذا متنا فخذه
واصطنع منه نجيمات صغارا!
والواقع أن النص هنا يحتمل قراءات متعددة، فبعض ناشري شيكسبير يصرون على «إذا مت» (ومنهم إيفانز الذي اعتمدت عليه في الترجمة) ومنهم من يقرؤها «إذا مات»، ومنهم من يفضل القراءة التي اعتمدتها هنا لإحساسي بأنها تعكس الإطار الشعري الخاص الذي تقع أحداث الرواية في داخله ومن خلاله!
وإذا كان مدخلنا من خلال «النغمة» قد أدى إلى تصورنا الشعري للمسرحية، فإن مدخلنا من خلال الشعر سوف يوضح لنا سر عظمة هذا النص وسر الخلاف عليه؛ فالتلاعب بالألفاظ كما سبق لي أن ذكرت ليس هدفه السخرية أو الفكاهة فحسب، ولكنه جزء من نسيج شعراء السوناتا في أوائل القرن ومنتصفه، ممن سبقوا شيكسبير ووضعوا الأسس لما أسميته بالحب العذري، فشكل السوناتا كان يحمل معه منذ أيام بترارك وحتى الإنجليز (وايات، ساري، واطسون، سيدني، سبنسر) خصائص اللغة المثقلة بالمبالغات، والصور البارعة الحاذقة، والتلاعب بالألفاظ، والطباق والجناس، والتكرار، مع «نغمة» حزن زائفة تعكس حال المحب العذري - أي الذي من المحال أن ينال حبيبته! والتناقض الذي يتحدث عنه روميو في أول مشهد نراه أي المفارقات التي ينسبها إلى طبيعة الحب تجمع بين السخرية والجد:
فتلك كراهية الأولين ... وأفدح منها غرامي الأليم
فيا عجبا يا غرام الصراع وكرها به نبضات الغرام
ويا خفة ذات وطء ثقيل ويا زهوة ذات وجه عبوس
وأخلاطك الرثة الشائهات من الصور الحلوة الرائعات
رصاص من الريش نار من الزمهرير دخان منير
وسقم هو الصحوة الكاملة! ونوم هو الصحوة الدائمة ! (ف1، م1، 166-172)
Неизвестная страница