بنفوليو :
تيبالت عاد ثائرا مغاضبا.
روميو :
مزهوا بالنصر ومركوشيو مقتول؟
عودي للملأ الأعلى يا آيات الرحمة
ولأتبع صوت الغضب القادم من أعماق النار بعين ملتهبة ... (ف3، م1، 100-115)
ولا بد أن أكتفي بهذا النموذج الأخير، وأرجو أن يغفر لي القارئ طوله (15 بيتا) لأنه على تنوع إيقاعاته (متقارب - رمل - رجز - خبب) يجسد نغمة الجد التي تسود المسرحية ابتداء من هذه اللحظة وتطغى على كل ما عداها حتى النهاية - حتى حين يتعمد شيكسبير اللجوء إلى الفكاهة التي يتطلبها جمهوره. وكذلك يسود النظم حتى نصل إلى الفصل الخامس فيختفي النثر تماما وتختفي معه المربية بفكاهاتها الفظة - وينطق الجميع بالشعر.
وقد علق أحد النقاد على المشهد الذي يبكي فيه أهل المنزل وفاة جوليت (حين يظنونها قد توفيت وهي في إغماءة عميقة) (ف4، م5) فقال إنه يعتبر أقرب إلى السخرية منه إلى التعبير الجاد عن الحزن، وقال ناقد آخر إن ذلك متعمد؛ لأن شيكسبير يعتمد على معرفة الجمهور بأن جوليت نائمة وحسب؛ ولذلك فالجمهور يأمل في أن تصحو وأن تلتقي بزوجها حسبما دبر القسيس. ولا أريد أن أشق على القارئ غير المتخصص بذكر حيل الصياغة التي تجعل هذا التفسير ممكنا، ولكنني سأذكر فحسب حيلة الانتقال من النثر إلى الشعر عند دخول القس لورنس والموسيقيين ثم العودة إلى النثر عندما يخرج الجميع ولا يبقى إلا الموسيقيون على المسرح! ترى كيف تكون نغمة هذه الأبيات التي يقولها كابيوليت لنا ونحن على علم بأن ابنته ما زالت على قيد الحياة:
كابيوليت :
محتقر محزون مكروه مقتول مستشهد!
Неизвестная страница