ويجب عليه أن يمنع من كل ما يضر بالموتى، كالمزابل، ووقود النيران، واتخاذ الخرق، وشبه ذلك، وأن لا ينبشوا أو ينتقلوا أحدا من قبورهم إلا أن تكون مغصوبة، ويزجر الباعة عن المطل والتعنيت بالأجوبة المسكتة، وسفه الأقوال، كالذي يُحكى عن القائل لخصمه في منازعة بينهما: "أصدق وما أنت إذا كنت قائما"! وكأنه استنهض لخصمه ومس الخاتم؛ فرأي الأدب في ذلك حين شهدت البينة، وغير ذلك من أمثالهم كثيرٌ. ويتأكد الأمر في حق ذوي الهيئات لما في ذلك من الأذاية؛ ومن أذَّى مسلما نُكل.
ويجب عليه أن يمنع أهل الأذاية جملة؛ كالحشاشين المنتحلين لذوات السموم لاختلاف أنواعها، خيف الأذاية وعدم معرفتهم بالترياقات. وكذلك يمنع القرادين من دخول الدور، لما في ذلك من ترويع الحوامل والأولاد الصغار، وكذلك يمنع الطوافين على الدور الملبسين على الناس والمستحيلين عليهم ممن يتخذ بالأباطيل، ويتعلل بالأطاليل، كالحساب والكهنة، والمشابين، والمهانين، والمخنثين، وأهل الفجور، وكل بالغ، من الحجامين والغزالين، وكل جاهل بخطة يدعها وينتسب إليها، وكذلك الجهلة من القوابل. ويمنع الحمائيين في الدور لأذايتهم في التكشف على الناس ورمي الحجارة، وإفساد أولاد المسلمين. وكذلك يمنع من ظهور القمارين والخمارين، والسكارى في الأسواق، ويؤدب من أعلن ذلك، وليس له أن يقيم الحدود لأن ذلك مختص بالقضاء. ومن تصلب من المعتوهين والمتسلخنين، واشتدت أذايته على الناس، أمر بثقافه، ولا يهمل أمره
1 / 123