طَبَقَات الناقلين للآثار بعد الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ
ثمَّ اخْتلفت أَحْوَال الناقلين للآثار بعد الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ الْأَوَّلين على ثَلَاث طَبَقَات كل طبقَة على ثَلَاث منَازِل فِي الإتقان والرتب
١ - فطبقه مِنْهَا مَقْبُولَة] ق ٣ ب [بِاتِّفَاق وهم على رتب ومنازل فَلَيْسَ الْحَافِظ المتقن الْمُؤَدِّي كَمَا سمع كالمؤدي على الْمَعْنى الواهم فِي بعض مَا يُؤَدِّي وَيحدث وَلَا الْمُؤَدِّي الثِّقَة من كِتَابه مِمَّن لَا معرفَة لَهُ بِمَا يُؤَدِّي كالحافظ المتقن
٢ - وطبقة مِنْهَا قبلهَا قوم وَتركهَا آخَرُونَ لاخْتِلَاف أَحْوَالهم فِي النَّقْل وَالرِّوَايَة
٣ - وطبقة أُخْرَى متروكة وهم على مَرَاتِب فِي الضعْف فَلَيْسَ الواهم المخطيء الَّذِي دخل الْوَهم وَالْخَطَأ عَلَيْهِ من سوء حفظه أَو عِلّة لحقته فَترك حَدِيثه لِكَثْرَة اضطرابه فِيهَا كالمتهم وَلَا الْمُتَّهم مِنْهُم كالمصرح بِالْكَذِبِ والوضع وَسَنذكر أَحْوَالهم وطبقاتهم فِي شرح لكتابنا هَذَا ونبين أَمرهم بَيَانا وَاضحا إِن شَاءَ الله
الطَّبَقَة الأولى من الْمُحدثين
فالطبقة الأولى من الثَّلَاث هم أَئِمَّة الدّين وحفاظه الَّذين تقدم ذكرهم وصفتهم وإليهم انْتهى علم الْأَسَانِيد وبهم تلْزم الْحجَّة على من خالفهم وَيقبل انفرادهم إِذْ كَانُوا المقدمين فِي عصرهم لمعرفتهم بِمَا جَاءَ عَن الرَّسُول ﷺ ثمَّ عَن الصَّحَابَة بعده وَعَن التَّابِعين وَمن بعدهمْ بِإِحْسَان رضى الله عَنْهُم
//
1 / 32