عبد الله وقد اجتمعنا معه في هذه المدرسة في الرجعة مع الطلبة والقائد المذكور [والشيخ المفتي ابن مقيل وأصحابه في ضيافة القائد المذكور] (1) جزاه الله عنا خيرا وتقبل منه ورزقه التقوى والله يقول إنما يتقبل الله من المتقين.
فإن قلت ما هذا الثناء الذي تثني على صاحبك قائد عمورة فإن هذا الرجل لو كان يبني من ملكه وهو من جملة من يبني المساجد والطرق والقناطر [لكان الثناء عليه في محله] (2) والذي يبني به ليس ملكا له شرعا لأنه إنما بناها من مال المسلمين الذي أخذه منهم ظلما وعدوانا لما علمت أن ما عنده إنما هو بطريق الغصب والتوظيف الشرعي مفقود في زماننا هذا فهم كالزانية تزني وتتصدق وقد قال صلى الله عليه وسلم ليتها لم تزن ولم تتصدق الحديث وحينئذ ليتهم لم يبنوا ولم يأخذوا مال المسلمين فما هذا المدح منكم إذ يحرم عليهم فضلا عن الثواب.
قلت قال الشيخ عبد الكريم الزواوي في شرح الوغليسية ما حاصل معناه أن ولاة هذا الزمان إن حصل منهم أفعال الخير المتعددة كالصدقة والهبة والوقف وبناء المساجد والمدارس وغيرها كالإحسان إلى العلماء والطلبة والفقراء هل يحصل لهم الثواب عما فعلوه من الحسنات صورة لإدخالهم السرور على المسلمين وإبقاء أثار فعلهم بعدهم وهو حسنة أولا يثابون لأن ذلك من مال غيرهم بل يحرم عليهم ذلك إذ يجب عليهم رده لأربابه فإعطاؤه لغيرهم تعد آخر فيكون غصبا بعد غصب إذ الوقت وما معه إنما يثمر شرعا بعد حصول الملك قال والحكم في ذلك أنهم يمدحون شرعا من جهة دعوة المسلمين لهم بالخير وذلك غنيمة عظيمة إذ من وصله المعروف منهم يدعو لهم بالخير والرحمة والعفو والغفران فإن استجيب لهم فالله يتولى إعطاء
Страница 168