150

* ذكر وصولنا إلى طرابلس

وصلنا في أول شعبان صبيحة وسمع الإخوان بوصولنا وإتياننا فحركهم العزم والشوق إلى ملاقاتنا ومنهم من لقينا عن بعد كالأخ في الله سيدي محمد (1) بن عبد الخالق إذ نزلنا قرب بلاده وأتانا بخروف ضيافة لنا جزاه الله عنا خيرا وأكثر الإخوان إنما أتونا لزنزور كالمحب حقا والأخ في الله صدقا سيدي محمد (2) الشريف البلغيثي النوفلي وجميع أخوانه من الشرفاء وكذا جميع أحبابه كسيدي محمد بن عثمان (3) كاتب الدار الكريمة والشيخ المفتي ابن مقيل وجميع أحبابه وكذا خديم العلم وأهله الذي فاز عن أمثاله قائد عمورة في زنزور خرج إلينا بشوق وعشق يبحث في الركب بحثا شديدا واختلفنا معه في الطريق أنا وسيدي أحمد الطيب وجماعة من الإخوان أخذنا وسط البلد إلى أن خرجنا إلى قرب المنشية ولما تلاقينا مع سيدي محمد الشريف صار يبكي وأنا أبكي بالفرح مع ما فقد فيما مضى من الاجتماع وأما قائد عمورة فقد خرج عن أجناسه من العمال إذ بنى مدرسة عظيمة متقنة ما رأيت أظرف منها وأحسن من صنعتها وجعل فيها بيوتا متعددة ومطهرة طيبة ومسجدا في غاية يستحسنه الناظر وجعل أيضا بيتا للتدريس وغرس النخل الجيد وحبسها على المدرسة وزاد أحباسا عليها عظيمة وحاصل خدمته إنما هي على طلبة القرآن وطلبة العلم بأن جعل معلما للقرآن ومعلما للعلم وهو الفاضل والتقي الكامل تلميذ الشيخ النوراني سيدي إبراهيم الجمني أي الكبير الذي هو تلميذ الشيخ الخرشي وهو نور جربة إذ غالبها خوارج فان الشيخ سيدي إبراهيم شمس الحق في هذه البلدة فقد أفاد واستفيد منه بان نفع الناس شرقا وغربا وجوفا وقبلة وتلميذه المدرس في هذه المدرسة هو سيدي

Страница 167