============================================================
يسلم معهما جميعا، فيصده العدو عن المنفعة حسدا منه ، والنفس تصده عن إتيانه خشية أن يستفيد ما ينغص عليها لذتها، ويحملها على ما يثقل على النفس وفيه الفضل، وكالدعاء للاخوان من الأغنياء على ألوان الأطعمة، يريد بذلك البر والأجر، وصلة الإخوان الفقراء، ووضعه ما ينفق على الأغنياء فيهم أولى (به أن يضعه في الفقراء، وأفضل له) (1) ، وكجنازة الغني والفقير فيؤثر الذهاب مع جنازة الغني لأياد تقدمت ، يريد أن يكافىء على أيادي الدنيا بالطاعة، ويرى أن ذلك أفضل، أو مداراة له أو مخافة لسانه، ويرى أن ذلك أولى به؛ والله أحق أن يؤثر، فليأت الفقير إن كان أقرب جوارا، أو كان أفضل في الدين ، أو ليس معها من يقوم بها ، وربما آثر الذهاب مع جنازة الغني بعد علمه أن الفقير أفضل لأثرة هواه فقد ضيع ما هو أولى به (وأحث له على العمل) (2) على تعهد منه .
وقد يعرض له مجلسان لمحدثين أحدهما يحددث من الحديث بما هو آنفع في دينه و إتيانه أسلم من الخوض في الباطل (3) ، فيأتي الذي هو أقل منفعة وأقل سلامة له والأولى (4) به طلب المنفعة والسلامة.
وكذلك طلب الحديث الذي قد سمعه مرة أو مرارا ، يريد بذلك ليعرف الاسناد من وجوه عدة، ويعرض له جنازة، أو عيادة مريض، أو ذهاب في حاجة مع أخ مكروب أو مضطر، أو ضعيف غريب، فيذهب إلى الحديث (يرى أن) (5) ذهابه إلى ذلك الحديث فضل، والأولى به إتيان الجنازة، أو عيادة المريض ، أوا زيارة آخ يستفيد منه ما يزداد به خيرا، أو إغاثة الملهوف، لأنه إنما يطلب العلم لمثل هذه الخصال، فإذا تركها ففي ماذا يستعمل العلم؟ وليس يذهب إلى حديث هو به جاهل، أو قد سمعه مرة (أو مرتين) (3) أو مرارا، إلا أن يكون فيه زيادة علم (1 - 2) ما بين الحاصرتين: سقط من ط (3) في ط: من الخوض معه.
(4) في ط: وأولى به.
(5 - 6) سقطت من: ط.
Страница 114