Постижение истины хаджа

Мухаммад Насиб Ар-Рифаи d. 1413 AH
93

Постижение истины хаджа

التوصل إلى حقيقة التوسل

Издатель

دار لبنان للطباعة والنشر

Номер издания

الثالثة

Год публикации

١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م

Место издания

بيروت

Жанры

إنما هو باق في عقبه ونسله المؤمنين إلى يوم القيامة. ولم يذكره الله تعالى في القرآن إلا ليحث المؤمنين أن يتوسلوا إليه بالعمل الصالح والقرآن والسنة مليتان ولا شك بالأدلة والأمثلة على ذلك. إذًا فآدم ﵇ لم يتب الله عليه ... قبل أن توسل إليه تعالى بعمله الصالح من اعترافه وإقراره بالذنب والخطيئة وطلب المغفرة من الله (فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم) أي تاب عليه وعلى زوجه أي أنه يتوب على من تاب وإليه وأناب وهذا من رحمته بعبيده. وعن ابن عباس ﵄: قال آدم ﵇: ألم تخلقني بيدك؟ قيل له بلى. ونفخت في من روحك؟ قيل له: بلى. وكتبت علي أن أعمل هذا ..؟ قيل له: بلى. قال أفرأيت إن تبت هل أنت راجعي إلى الجنة؟ قال: نعم. وكذا رواه العوفي وسعيد بن جبير وسعيد بن معبد ورواه الحاكم في مستدركه إلى ابن عباس. هذا ما أخبرنا الله في كتابه من توسل آدم وزوجته باعترافهما بذنبيهما وطلبهما المغفرة على الشكل الذي أمرهما الله به فكان هذا التوسل سببًا في حصول التوبة والمغفرة واستجابة الدعاء. أما ما يقوله «المغرضون ...» من أنه توسل وقتئذ بالرسول الأعظم محمد صلوات الله وسلامه عليه فهذا مما لم يثبت به دليل من قرآن أو سنة صحيحة بل اعتمد القائلون ذلك على أحاديث لا أساس لها من الصحة وهي موضوعة مكذوبة وأعلى ما فيها درجة الحديث الشديد الضعف (١). وإننا نتساءل: ما هو السر في استناد القائلين بجواز التوسل إلى الله بمخلوقاته، إلى أحاديث مكذوبة وموضوعة والشديدة الضعف وإلى آراء من سبقهم في نحلتهم تلك ... بينما نرى السلفيين لا يستندون في أقوالهم إلا على أحاديث صحيحة ومتفق عليها بين المحدثين؟ والغريب جدًا أن الذين نصبوا أنفسهم خصومًا لدعوة السلف يعترفون بأن حجج خصومهم على

(١) راجع التفاصيل في الصفحة ٢٢٠ - ٢٢٨ في معالجة التوسل الممنوع من هذا الكتاب.

1 / 99