علِمْناَ بأنَّ الخلقَ مِن نسلِ فاجرٍ ... وأن جميعَ النّاسِ مِن عُنْصُر الزِّناَ
فإنه كفرٌ مِن وَسْوسة الشياطين، وغُلُوّ مِنْه في خَلْعِه رِبْقَهَ الدين، بل أقولُ ما قال ابن عُنَين:
أنْفُوا الُمؤذِّنَ مِن بلادِكُمُ ... إن كان يُنْفَى كلُّ مَن صدَقاَ
وللحسن بن أبي عُقامة في الردِّ عليه، أي على أبي العلاء:
لَعَمْرِي أمَّا فيك فالقولُ صادقٌ ... وتكذِبُ في الباقِين مَن شَطَّ أو دَناَ
كذلك إقرارُ الفتى لازمٌ له ... وفي غيرِه لَغْوٌ كذا جاء شرْعُناَ
فلا سَمِير لي أجالسه، ولا نديمَ لي أؤانِسه، سوى أوراقٍ كنت خلعت عن مَنْكبِ الإقبال بُرْدَها الخلِيع، وجعلتُها كبَيْت العَرُوض ادِّخارُها للتّقطِيع، فوجدتُ فيها نُبذًا مِن المحاسن أسرَّها الدهرُ في خاطره، شاهدةً لقوْلِ مَعْدِن الحِكَم:) أمَّتِي كَالْمَطَر لا يُدْرَى الْخَيْرُ في أَوَّلِهِ أَمْ فِي آخِرِهِ، ممَّن جَرَّ عليه الزمنُ أذيالَ الفَنَا،
1 / 10