مات الإمام ابن سمعان فلا نظرت ... عين البصيرة إذ ضنّت بأدمعها
وأي حوبًا ما صمّت (١) ولا عميت ... ولا استفادت بمرآها ومسمعها
أين الذي لو شريناه لما أخذت ... ببعضه هذه الدّنيا بأجمعها
أين الذي الفقه والآداب إن ذكرت ... فهو ابن إدريسه وهو ابن أصمعها
من للإمامة ضاعت بعد قيّمها ... من للبلاغة عيّت بعد مصقعها
من للأحاديث يميلها ويسمعها ... بعد ابن سمعان ممليها ومسمعها
سرد الأسانيد كانت فيه لهجته ... ككفّ داود في تسريد أدرعها
/خلّى الأئمة حيرا فقد أعلمها ... على اتفاق وأسخاها وأورعها
إلى آخر الأبيات.
وفي هذا اليوم الذي مات فيه، كان وقوع الداهية الدهياء، والحادثة الجلّى، وذلك وفاة الإمام الأعظم، أمير المؤمنين، المنصور بالله رب العالمين: علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن منصور بن يحيى بن منصور بن المفضل بن الهادي إلى الحق - ﵇.
ولو أشرنا إلى الأحداث من بعده، وما اتفق على من بقي من ولده، وأهل ودّه، لكلّت الأقدام وامتلأت المهارق بالكلام، وقلّ أن يأتي في مجلد مفرد، والحمد لله على كل حال، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، والحمد لله الذي بعزه وجلاله وبنعمته تتم الصالحات.
* * *
_________
(١) كذا!!.
المقدمة / 51