مَن وَثِقَ به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه، فأسلم على يديه: عثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن عوف، فانطلقوا حتى أتَوا رسول الله ﷺ ومعهم أبو بكر، فعرض عليهم الإِسلام، وقرأ عليهم القرآن، وأنبأهم بحق الإِسلام، فكان هؤلاء النفر الثمانية الذين سبقوا إلى الإِسلام، فصلَّوا، وصدَّقوا رسول الله ﷺ، وآمنوا بما جاء من عند الله (١).
وهذا الذي ذكره من تأخر إسلام أبي بكر هو أحد الأقوال، وقال الشيخ النواوي وغيره: هو أول من آمن بالنبي ﷺ في أحد الأقوال، وقال: وهو مذهب ابن عباس، وعمرو بن عَبَسَةَ وحسان بن ثابت الصحابيين، وإبراهيم االنخعي وغيرهم (٢) قال: وقيل أولهم عليُّ، وقيل: خديجة، وادعى الثعلبي الإِجماع فيه، وأن الخلاف إنما هو في أولهم بعدها، قال: وأسلم على يده خلائق من الصحابة منهم خمسة من العشرة وهم: عثمان، والزبير، وطلحة، وعبد الرحمن، وسعد بن أبي وقاص، قال: وصحب رسول الله ﷺ من حين أسلم إلى أن توفي رسول الله ﷺ، فلم يُفارقه في حَضَرٍ ولا سَفَرٍ.
ذكر إظهار رسول الله ﷺ الدعوة إلى الإِسلام وابتدائه بإنذار عشيرته
٣٧ - قال ابن إسحاق: وكان ما أخفى النبي ﷺ أمره واستسرّ به إلى أن أمر بإظهاره ثلاث سنين من مبعثه.
_________
(١) انظر سيرة ابن هشام ١/ ٢٤١ و٢٥٢.
(٢) روى الترمذي من حديث زيد بن أرقم ﵁ قال: "أول من أسلم علي" قال عمرو بن مرة: فذكرت ذلك لإِبراهيم النخعي، فأنكره وقال: "أول من أسلم أبو بكر الصدِّيق" وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
1 / 47