الرصف لما روي عن النبي ﷺ من الفعل والوصف
ويليه
شرح الغريب
تأليف
العلامة محمد بن محمد بن عبد الله العاقولي
(٧٣٣ هـ - ٧٩٧ هـ)
[الجزء الأول]
Неизвестная страница
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1 / 2
الرَّصْفُ لِما رُويَ عَنِ النّبِيّ ﷺ مِنَ الفِعْلَ وَالوَصْفِ
[١]
1 / 3
حُقُوقُ الطَّبْعِ مَحْفُوظَةُ لِمُؤَسَّسَةِ الرِّسَالَةِ وَلا يَحقّ لأيّ جهَةٍ أَن تَطبَعَ أَو تُعطِي حَقّ الطّبْعَ لِأحَدٍ سَوَاء كانَتْ مُؤسَّسَةً رَسْميَّةً أَو أفرَادًا
الطَّبْعَةُ الأولى
١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م
مؤسسة الرسَالَة للطباعة والنشر والتوزيع
بَيْروت - شَارِع سوريَا - بنَاية صَمَدي وَصَالحَة
هَاتف: ٦٠٣٢٤٣ - ٨١٥١١٢ - صَ. بَ: ٧٤٦٠ - بَرقيًا: بيُوشرَان
1 / 4
المقدمة
الحمد لله تعالى على عظيم نعمه، والشكر له سبحانه على عميم فضله، والصلاة والسلام كثيرًا على محمد خاتم الأنبياء والرُّسل، الذي أرسله ربُّ العالمين إلى النّاس رحمةً، فقال تعالى فيه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ وبعد: فأودُّ أن أقدِّم كلمةً موجزةً لتعريف القارئ على القصد من اختياري هذا الكتاب ونشره، وعدم ذكر أسماء العلماء المحققين الذين قاموا بتحقيق نصه، وتخريج أحاديثه، والتدقيق فيها، والتعليق عليها، حتى خرج بجهدهم المشكور بهذه الصورة التى نترك الحكم فيها للقارئ، وندعو الله لهم بخير الجزاء، وأن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم.
أما السبب الذي حدا بي إلى اختيار كتاب "الرصف" من بين كتب السيرة العطرة، فلكونه قد جمع فيه مؤلفه رحمه الله تعالى ما أمكن له الجمع من السنة القولية والفعلية، نقلًا عن الكتب الصحاح، من غير تطويل مُمِلّ، أو اختصار مُخِلٍّ، الأمرُ الذي قل أن يوجد له نظير فى موضوعه فى المكتبات فى حدود اطلاعي.
ولقد كان لأحد الكتاب - وهو باحث محقق - ولاطلاعه على مكتبة (الفاتح) فى استانبول، فضل التعريف بالكتاب، والإشارة إليه في إحدى المجلات الإسلامية.
كما أن لنسخة الشيخ الطاهر بن عاشور التي سمح - جزاه الله خيرًا - بأخذ صورة عنها من مكتبته، فائدة كبيرة بمقارنتها مع نسخة استانبول، واعتمادها في الطبع لكونها مصححة ومضبوطة، والخطأ فيها قليل، وقد أثبت عليها إجازة المؤلف، أو خطه.
1 / 5
ومما زادني قناعة ورضى بهذا الكتاب فيما بعد، أن قرأت مقالًا منشورًا في إحدى المجلات الثقافية بعنوان: إحياء تراث السيرة، لأحد الكتاب أيضًا، وله اطلاع واسع بالمخطوطات العربية، وهذا نص ما نقلته من مقالته:
وهذا الكتاب جامع، جاء في آخره: كتب على يد الفقير إلى الله تعالى إسماعيل بن موسى بن علي الجرجاني، ولم يذكر تاريخ كتابته: كان المؤلف مدرس المستنصرية ببغداد كأبيه وجده، ودرَّس أيضًا بالنظامية كأبيه، وكان عالم بغداد، ورئيس العلماء بالمشرق.
وهناك سير عديدة أخرى لا مجال لتعدادها الآن، وبينها ما يوافق مختلف الرغبات، بين مختصر ومتوسط ومفصل، وليس لنا إلا أن ندعو في هذا السبيل إلى أمر يصرف الناس عن النزعات الضالة والمضلة، وأن يميلوا إلى معرفة خير من خدم البشر في الإصلاح والتقوى، وفي الدعوة إلى السلوك المرضي.
وأملنا من المؤسسات الإسلامية في مختلف الأرجاء، الالتفات إلى أمر جليل، وهو إحياء تراث سيرة الرسول ﵊، لتكون قدوة في الإِصلاح، وطريقًا في النهج الحق، ووسيلة لتهذيب الخلق الإسلامي السامي في الفلاح وخير العمل، فإن النفوس في أكثر قد شذت عن الغرض، وصرفت عن المطلوب، وصارت على سِيَر غير محمودة، ولا مرضية، وليس لنا إلا أن نهتم بتحقيق هذه السيرة الجليلة تحقيقًا علميًا، يتيسَّر لكل أحدٍ اقتناؤها، حتى ترجع النفوس عن غيّها، ولنعيد ذكريات الرسول ﵊ في حياته الخاصة والعامة، ولنجعلها قدوة للعمل المشترك لخير الإنسانية.
وأما عن إغفال ذكر المحققين، فمهما كان من سبب، فلا أظن أنه سيشفع لي، لما للمحققين من الحق أن ينسب إليهم ما يقومون به من ضبط وتحقيق وتخريج، كذلك للقارئ حق آخر، وهو الاطلاع على من خدموا في هذا الكتاب السنة المطهرة، وإذا لم يكن العذر مقبولًا على كل حال في هذا عند كثير من الناس، فلا أقل من تبيان الداعي إلى ذلك، وهو أن يبقى هذا العمل خالصًا لله تعالى، وليس فيه مَظِنَّة لشُهْرَةٍ، أو انتفاع بدعاية، والله ولي التوفيق.
النّاشر
1 / 6
ترجمة المؤلف
هو أبو المكارم غياث الدين محمد بن صدر الدين محمد بن محي الدين عبد الله بن أبي الفضل محمد بن علي بن حماد بن ثابت الواسطي ثم البغدادي الشافعي المعروف بابن العاقولي.
ولد ببغداد سنة ٧٣٣ هـ ونشأ بها، وسمع من والده وجماعة، وأجاز له جماعة.
قال ابن قاضي شهبة في طبقاته: صدر العراق، ومدرس بغداد، وعالمها، ورئيس العلماء بالمشرق.
وقال الحافظ شهاب الدين بن حِجي: كان مدرس المستنصرية ببغداد كأبيه وجده، ودرس أيضًا بالنظامية كأبيه، ودرس هو بغيرهما، وكان هو وأبوه وجده كبراء بغداد، وانتهت إليه الرياسة بها في مشيخة العلم والتدريس، وصار المشار إليه، والمعوّل عليه، تهرع القضاة والوزراء إلى بابه، والسلطان يخافه، وكان بارعًا في الحديث والمعاني والبيان.
وقال الحافظ برهان الدين الحلبي: كان إمامًا علامة، متبحرًا في العلوم، غاية في الذكاء، مشارًا إليه، وكان دخله كل سنة زيادة على مائة ألف درهم، وكلها ينفقها.
وقال السيوطي في "بغية الوعاة": برع في الفقه والأدب والعربية والمعاني والبيان، وشارك في الفنون، وانتهت إليه رياسة المذهب هناك، سمع من السراج القزويني،
1 / 7
وأجاز له الميدومي وغيره، وكان عند أهل بلده شيخ الحديث في الدنيا، وكان فهمًا جيدًا مفرط الكرم، ديِّنًا، حسن الشكل والأخلاق، حدث بمكة والمدينة والشام، وصنف "شرح المصابيح"، و"شرح منهاج البيضاوي"، و"الغاية القصوى"، وغيرها.
وقال ابن حجر: ولما دخل تيمورلنك هرب منها مع السلطان أحمد بن أويس فنهبت أمواله وسبيت حريمه.
قال ابن قاضي شهبة: ولما رجع السلطان إلى بغداد رجع معه فأقام دون خمسة أشهر في بغداد.
توفي ﵀ في بغداد سنة ٧٩٧ هـ. وقال السيوطي: ٧٩٨ هـ ودفن بالقرب من معروف الكرخي بوصية منه.
1 / 8
راموز الصفحة الأولى من نسخة الطاهر بن عاشور
1 / 9
راموز الصفحة الأخيرة من نسخة الطاهر بن عاشور
1 / 11
راموز الصفحة الأولى من النسخة الاستنبولية
1 / 13
راموز الصفحة الأخيرة من النسخة الاستنبولية
1 / 15
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وما توفيقي إلا بالله
الحمد لله الذي بعث محمدًا ﷺ رحمةً للأنام، ونعمةً أغنت عن مُنْهَلِّ الغمام، ونورًا أخجل نَوْرَ الزهر، وأخرج الأمة من الظلام، وشاهدًا على الأمم بتبليغ الأحكام، ومبشِّرًا بما أعدّهُ الله تعالى في دار السلام، ونذيرًا أنذرهم يوم الآزفة إِذِ القُلُوبُ لدى الحَنَاجِر من دَهَشِ الاصطِلام، وداعيًا إلى الله بإذنه وإلى مأدُبةِ الإِكرام، وسراجًا منيرًا سالمًا من القَتَامِ.
أحمده والتوفيقُ لحمدِه مِنْ أعظم نِعَمِه الجِسام، وأشكره شكرًا يتكفَّلُ بالمزيد من إمداد الإِنعام.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهًا وجَبَ في بَدَاهَةِ العقول تنزُّهُه عن سِمَة الحَدَث والانفصَامِ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله نبيًا اختاره للدَّعوة العامة قبل وجود الخاصِّ والعامِّ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه مشرِّبي هامِ الطَّغامِ (١) غِرار الصوارمِ والأبطال في لُجَجِ الاصطِدامِ، صلاةً دائمةً باقيةً مَا اقترنَ اسمُه باسمِه في الأَذان والإقامة والخُطَبِ وشهادة الإِسلام، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
_________
(١) الطغام كسحاب: أوغاد النَّاس، والمراد به هنا: الكُفار، وغِرار الصوارم، بكسر الغين: حَدها.
1 / 17
أما بعد، فهذا كتابٌ مختصَرٌ جامعٌ لكثيرٍ من أوصاف رسول الله ﷺ وأفعاله، وجُملٍ من أقواله، حملنا على تأليفه أنّا مكلَّفون بالإِيمان به ﷺ، وذلك يقتضي معرفته ليصادف تصديقُنا محلَّه، وكمال التّعريف يحصل بذكر الاسم والنَّسبِ والوصفِ والأفعالِ والأقوالِ.
أما الاسم، فلأنّه السِّمة الدَّالّة على مسمَّاه متى ما أطلق فُهِم منه، قال الله تعالى: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ [مريم: ٦٥].
وأما النَّسبُ، فلأنَّ الله تعالى قسم بني آدم إلى ما قسمهم إليه من الشعوب والقبائل لذلك، فقال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: ١٣].
وأما الصّفات، فلأنَّها تُزيْلُ ما يبقى من الجهالة بعد التَّعريف بالاسم والنَّسب، وتجعل المنعوت كالحاضر، فإذا كانت صفاتُه جميلةً حقّقت محبّته في سُويداء القلب.
وأما الأفعال، فلأنّها شواهِدُ الرِّجال، ولهذا كان العالم معرِّفًا للخالق تعالى.
وأما الأقوال، فلأنّها المعرِّف الواضح لعلم القائل وكماله، ولهذا قيل: "المَرْءُ مَخْبوءٌ تحتَ لِسَانِه" وعامة الكتب النَّقلِيَّة موضوعة لضبطها.
أما الأفعال، فلم نرَ من اعتنى بجمعها مفصّلةً قبل كتابنا هذا، وإنّما تُذْكَرُ في أثناء الأقوال، وذلك لأن القول عندهم أدلُّ من الفعل، وهو كذلك إلا أن لفعل القائل زيادة تأكيد ليست للقول وحده خصوصًا، وقد قال رسول الله ﷺ فيما رواه البخارى ومسلم رحمهما الله عن عائشة ﵂:
1 / 18
"ما بَالُ أقْوامٍ يتَنَزَّهون عَنِ الشَّيءِ أَصْنَعُهُ، فَوَالله إنِّي لَأعلَمُهُم بالله، وأشَدُّهُم له خَشيَةً" (١).
واعتمدنا من كتب السُّنَن الجامعة ما جمعه الشيخ العلامة الثِّقة مجدُ الدِّين مباركُ بنُ الأَثِير الجزري (٢) في كتابه "جامع الأصُول" (٣) ونقلنا منه غالبَ ما عَزَوناه إلى أصوله. وكتاب "الجمع بين الصحيحين" تأليف الشيخ ضياء الدين أبي حفص عمر بن بدر بن سعيد الموصلي (٤)، وكِتاب سنن أبي عبد الله محمد بن يزيد المعروف بابن ماجه (٥)، ومن كتب الأوصاف: كتاب "دلائل النبوة" تأليف الإِمام المجتهد أبي بكر البيهقي (٦)، وكتاب "الشفا" تأليف
_________
(١) رواه البخاري ١٣/ ٢١٦ فِي الاعتصام: باب ما يكره من التنازع والتعمق والغلو في الدين والبدع، ومسلم رقم (٢٣٥٦) في الفضائل، باب علمه ﷺ بالله تعالى وشدَّة خَشيته.
(٢) هو الإِمام البارع مجد الدين أبو السعادات المبارك محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري ثم الموصلي المعروف بابن الأثير، ولِد سنة أربع وأربعين وخمسمئة في جزيرة ابن عمر، وَهي بلدة فوق الموصل، ونَشأ بها، وتلقَّى من علمائها معارفه الأولى من تفسير وحديث ونحو ولغة وفقه، ثم تحوَّل سنة ٥٦٥ إلى الموصل وأقام بها إلى أن توفي ﵀ سنة ٦٠٦/ هـ.
(٣) طبع أول مرة عام ١٣٦٨ - ١٣٧٤/ هـ بتحقيق الشيخ حامد الفقي ﵀ ثم طُبِعَ طبعة ثانية منقحة محقَّقة تحقيقًا جيدًا بتحقيق الأستاذ عبد القادر الأرنؤوط.
(٤) هو عمر بن بدر بن سعيد الداراني الموصلي الحنفي ضياء الدين أبو حفص: عالم بالحديث مولده بالموصل سنة ٥٥٧/ هـ ووفاته بدمشق سنة ٦٢٢/ هـ، له كتب منها: "الجمع بين الصحيحين" و"العقيدة الصحيحة في الموضوعات الصريحة" و"معرفة الموقوف على الموقوف" في الحديث وغيره.
(٥) هو محمد بن يزيد الربعي القزويني أبو عبد الله بن ماجه، أحد الأئمة في علم الحديث من أهل قزوين، رَحَلَ إلَى البَصرَة وبَغداد والشام ومصر والحجاز والري في طَلَب الحديث، وصنَّف كتابه "سنن ابن ماجه" وهو أحد الكتب الستة المعتمدة ٢٠٩ - ٢٧٣/ هـ.
(٦) هو أحمد بن الحسين بن علي أبو بكر، من أئمة الحديث، ولد في خسروجرد سنة ٣٨٤ هـ =
1 / 19
القاضي السعيد عياض بن موسى اليحصبي (١)، وكتاب "النعت" تأليف أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحكيم الترمذي (٢)، وكتاب "الطبقات" تأليف أبي عبد الله محمد بن سعد بن منيع (٣) كاتب الواقدي.
وهذه الكتب هي الأصول المعتمد عليها عند علماء هذا الشأن المتلقّاة بالقبول، وطرق روايتنا لها بينة في كتاب مشيختنا المسمى بـ "الدّراية في معرفة الرواية" ورتَّبنا كتابنا هذا على سبعة عشر فصلًا.
_________
= من قرى بيهق بنيسابور ونشأ في بيهق ورحَل إلى بغداد ثم إلى الكوفة ومكة وغيرها، وطلب إلى نيسابور فلم يزل فيها إلى أن مات سنة ٤٥٨ هـ قال الذهبي: لو شاء البيهقي أن يعمل لنفسه مذهبًا يجتهِد فيه لكان قادرًا على ذلك لسعة علومه ومعرفته بالاختلاف. من مؤلفاته "السنن الكبرى"، و"الأسماء والصفات"، و"معرفة السنن والآثار"، و"دلائل النبوة".
(١) هو عياض بن موسى بن عياض بن عمرو اليحصبي السبتي أبو الفضل عالم المغرب وإمام أهل الحديث في وقته، ولي قضاء سبتة ومولده فيها ثم قضاء غرناطة وتوفي بمراكش، من تصانيفه: "الشفا بتعريف حقوق المصطفى"، و"شرح صحيح مسلم"، وغيرها، ولد سنة ٤٧٦/ هـ، وتوفي سنة ٥٤٤/ هـ ﵀.
(٢) هو محمد بن علي بن الحسن بن بشر أبو عبد الله الحكيم الترمذي، من أهل "ترمذ" جمع من العلوم أنواعا مختلفة لكن غلب عليه التصوف، من مؤلفاته: "نوادر الأصول في أحاديث الرسول" وهو من مظان الأحاديث الضعيفة، كما نبه عليه الحافظ السيوطي في مقدمة "الجامع الكبير".
(٣) هو محمد بن سعد بن منيع الزهرى مولاهم، أبو عبد الله، مؤرخ ثقة من حفاظ الحديث، ولد في البصرة سنة ١٦٨/ هـ وسكن بغداد وتوفي فيها سنة ٢٣٠/ هـ، وصحب الواقدي المؤرخ فكتب له وروى عنه وعرف بكاتب الواقدي، ومن أشهر كتبه "طبقات الصحابة" المعروف بـ "طبقات ابن سعد".
1 / 20
الفصل الأول: في ذكر أسمائه الشريفة، ونسبه، وأحواله، وما يتعلق بذلك، وبالنبوة، والهجرة
الفصل الثاني: في ذكر أوصافه وأخلاقه
الفصل الثالث: في ذكر لباسه وألوان ثيابه
الفصل الرابع: في الزينة وما يتعلق بها
الفصل الخامس: في ذكر الكراع وآلة الحرب
الفصل السادس: في ذكر إبله وماشيته
الفصل السابع: في ذكر مواليه وخدمه ورسله ومؤذِّنيه
الفصل الثامن: في ذكر مساكنه ومسجده الشريف، وذكر المدينة المنورة الشريفة
1 / 21
الفصل التاسع: في ذكر العبادات
الفصل العاشر: في ذكر المعاملات وما يجري معها
الفصل الحادي عشر: في ذكر المناكحات والزوجات
الفصل الثاني عشر: في الجنايات والحدود وأحكامها
الفصل الثالث عشر: في ذكر الأطعمة والصيد والذبائح وما يتعلق بذلك
الفصل الرابع عشر: في الطب والرق
الفصل الخامس عشر: في ذكر الأدب
الفصل السادس عشر: في ذكر ما يكون بعده من الفتن وإخباره بالمغيبات
1 / 22
الفصل السابع عشر: في ذكر مرضه ﷺ ووفاته وأحواله الشريفة بعد الموت
وأردفنا الفصول بشرح ما عساه يشكل من ألفاظها، وأسماء بعض الرواة نقلًا من كتاب "نهاية الغريب" للشيخ مجد الدين المبارك بن الأثير، وكتاب "الصحاح" للجوهري (١) وكتاب "الاستيعاب" للشيخ الحافظ أبي عمر بن عبد البرّ المغربي (٢).
ورسمناه بـ "الرصف لما نقل عن النبيّ ﷺ من الفعل والوصف" وإلى الله تعالى الرغبة في النفع به، وإعادة بركته على مؤلفه، والمشتغل به، والمسلمين أجمعين.
وبالله تعالى العون والعصمة، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
_________
(١) هو إسماعيل بن حماد الجوهري أبو نصر، لغوي من الأئمة، أشهر كتبه "الصحاح" أصله من فاراب، ودخل العراق صغيرًا، وسافر إلى الحجاز، فطاف البادية، وعاد إلى خراسان، ثم أقام في نيسابور ومات سنة ٣٩٣/ هـ.
(٢) هو يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي المالكي أبو عمر، من كبار الفقهاء وحفاظ الحديث، مؤرخ، أديب بحاثة يقال له: حافظ المغرب، ولد بقرطبة ورحل رحلات طويلة وولي قضاء لشبونة وشنترين وتوفي بشاطبة سنة ٤٦٣/ هـ.
1 / 23
الفصل الأول: في ذكر أسمائه الشريفة ونسبه
١ - عن جُبير بن مُطْعِم قال: قال رسول الله ﷺ: "لي خمسة أسماء: أنا مُحَمَّد، وأنا أَحمَدُ، وأَنَا المَاحِي الذي يَمْحُو الله بي الكُفْرَ، وأَنَا الحَاشِرُ الَّذي يُحْشَرُ النَّاس على قدمَيَّ، وأنا العَاقِبُ الذي ليسَ بَعْدَهُ نبِيٌّ" أخرجه البخاري ومسلم (١).
ولرسول الله ﷺ أسماء كثيرة، قال الشيخ النواوي: قال الإمام الحافظ القاضي أبو بكر بن العربي المالكي (٢) في كتابه: " [عارضة] الأحوذي" (٣) في شرح الترمذي. قال بعض الصوفية: لله تعالى ألف اسم، وللنبي ﷺ ألف اسم،
_________
(١) رواه البخاري ٦/ ٣٥٧ - ٣٦٠ في الأنبياء: باب ما جاء في أسماء رسول الله ﷺ، ومسلم رقم (٢٣٥٤) في الفضائل: باب في أسمائه ﷺ.
(٢) هو محمد بن عبد الله بن محمد المعافري الإشبيلي المالكي، أبو بكر بن العربي، الفقيه المفسر المحدث المؤرخ ولد في إشبيلية سنة ٣٦٨/ هـ ورحل إلى الشرق، وبَرع في الأدب وبلغ رتبة الاجتهاد في علوم الدين وصنف كتبًا في الحديث والفقه والأصول والتفسير والأدب والتاريخ ولي قضاء إشبيلية ومات بقرب فاس، ودفن بها سنة ٥٤٣/ هـ ﵀.
(٣) ١٠/ ٢٨١، ٢٨٢ والعارضة: القدرة على الكلام، يقال: فلان شديد العارضة: إذا كان ذا قدرة على الكلام، والأحوذي: الخفيف في الشيء لحذقه، وقال الأصمعي: الأحوذي: المشمِّر في الأمور القاهر لها الذي لا يشذ عليه منها شيء.
1 / 25