أغنى الناس أكثرهم إحسانا.
قال رجل لحكيم: ما خير ما يؤتى المرء؟ قال: غريزة عقل.
قال: فإن لم تكن، قال: فتعلم علم، قال: فإن حرمه، قال: صدق اللسان، قال: فإن حرمه، قال: سكت طويل، قال: فإن حرمه، قال: ميتة عاجلة.
من أشد عيوب الإنسان خفاء عيوبه عليه؛ فإنه من خفي عليه عيبه خفيت عليه محاسن غيره ، ومن خفي عليه عيب نفسه، ومحاسن غيره لم يقلع عن عيبه الذي لا يعرف، ولن ينال محاسن غيره التي لا يبصرها أبدا. «خمول الذكر أجمل من الذكر الذميم لا يوجد الفخور محمودا، ولا الغضوب مسرورا ولا الحر حريصا ولا الكريم حسودا، ولا الشره غنيا ولا الملول ذا إخوان».
خصال يسر بها الجاهل كلها كائن عليه وبالا، منها: أن يفخر من العلم والمروءة بما ليس عنده، ومنها: أن يرى بالأخيار من الاستهانة والجفوة ما يشمته بهم.
ومنها: أن يناقل عالما وديعا منصفا له في القول، فيشتد صوت ذلك الجاهل عليه، ثم يفلجه نظراؤه من الجهال حوله بشدة الصوت وكثرة الضحك.
ومنها: أن تفرط منه الكلمة، أو الفعلة المعجبة للقوم فيذكر بها، ومنها: أن يكون مجلسه في المحفل، أو عند السلطان فوق مجالس أهل الفضل عليه.
من الدليل على سخافة المتكلم أن يكون ما يرى من ضحكه ليس على حسب ما عنده من القول، أو يجاذب الرجل الكلام، وهو يكلم صاحبه ليكون هو المتكلم، أو يتمنى أن يكون صاحبه قد فرغ وأنصت له، فإذا أنصت له لم يحسن الكلام.
فضل العلم في غير الدين مهلكة، وكثرة الأدب في غير رضوان الله ومنفعة الأخيار قائد إلى النار.
والحفظ الذكي الواعي بغير العلم النافع مضر بالعمل الصالح، والعقل غير الوازع عن الذنوب خازن للشيطان.
Неизвестная страница