============================================================
وسكن الى غيره ابتلاه الله وحجب ذكره عن قلبه وأجراه على لسانه فان انتبه وانقطع عمن سكن إليه ورجع إلى من أشار إليه كشف الله ما به من المحن والبلوى فإن دام نزع الله على سكونه من قلوب الخلق الرحمة عليه وألبس لباس الطمع لتزداد مطالبته منهم مع فقدان الرحمة من قلوبهم فتصير حياته عجزا وموته كدا ومعاده أسفا ونحن نعوذ بالله من السكون إلى غيره وقال الجنيد لو أقبل صادق على الله ألف ألف سنة ثم أعرض عنه لحظة كان ما فاته أكثر مما ناله وقال رجل للجنيد علام يتأسف المحب قال على زمان بسط أورث قبضا أو زمان أنس أورث وحشة وأنشايقول: ق د كان لي مشرب يصفو برؤتكم فكدرته يد الأيام حين صفا (حلية الأولياء، ج:10، ص: 278، 279).
كب الى جعفر بن محمد وآخبرني عنه يوسف بن محمد القواس قال سمعت الجنيد بن محمد يقول إن الله عز وجل يخلص إلى القلوب من بره حسبما خلصت القلوب به إليه من ذكره فانظر ماذا خالط قلبك (حلية الأولياء، ج: 10، ص: 279).
كتب إلى جعفر بن محمد وأخبرتي عنه محمد بن عبد الله قال سمعت الجنيد يقول يا ذاكر الذاكرين بما به ذكروه ويا بادى العارفين بما به عرفوه ويا موفق العاملين لصالح ما عملوه من ذا الذي يشفع عندك إلا باذنك ومن ذا الذي يذكرك إلا بفضلك (حلية الأولياء، ج: 10، ص: 279).
ت محمد بن على بن حبيش يقول سمعت الجنيد بن محمد وسئل عن الرضا فقال سألتم عن العيش الهنيء وقرة العين من كان عن الله راضيا قال بعض أهل العلم أهنأ العيش عيش الراضين عن الله فالرضا استقبال ما نزل من البلاء بالطاقة والبشر وانتظار ما لم ينزل منه بالتفكر والاعتبار وذلك أن ربه عنده أحسن صنعا به وأرحم به وأعلم بما يصلحه فاذا نزل القضاء لم يكرهه وكان ذلك إرادته مستحسنا ذلك الفعل من ربه فاذا عد ما نزل به إحسانا من الله عز وجل فقد رضي فالرضى هو الإرادة مع الاستحسان أن يكون مريدا لما صنع محبا راضيا عن الله بقلبه (حلية الأولياء، ج: 10، ص: 280).
Страница 235