يجاهِر، فمن جاهَر تصدى له وقمعه. وكان قد اشتهر صيته بذلك. وكان مسعودًا في مباشراته.
وقد تعرض له جماعة من المغاربة في أمر منصب القضاء، فانتصف منهم، فَنَكل ببعضهم وشرَد منه بعضهم. فلم يَعُد إلى البلد إلا بعد موته.
وكان له في كل قلب رهبة، ولكل أحد إليه رغبة. وكان كثير الإفضال على أهل مذهبه وأصحابه.
إبراهيم بن محمد البَجَلي، أبو يحيى ابن البكَّاء المصري من المائة الثانية.
ولاه جابر بن الأشعث القضاء والنظر بين الناس، بعد موت هاشم البكري وكان موته في المحرم سنة ست وتسعين ومائة، وذلك أيام حصار الأمين ببغداد من جهة طاهر بن الحسين. فوثب الجند بمصر على جابر فخلعوه، وأمَّرُوا عليهم عباد بن محمد، وكان من شيعة المأمون. فعزل ابن البكاء وأعاد لَهِيعة بن عيسى إلى القضاء، وذلك في رجب سنة ست وتسعين ومائة فكانت
ولاية ابن البكاء خمسة أشهر، وصرف في شهر رجب. وعند عزله اجتهد عباد في أن ابن وهب يلي القضاء، فامتنع واستتر، ومات في خلال ذلك.
وقال ابن يونس: كان إبراهيم من أصحاب جابر بن الأشعث، فقرره في القضاء فمكث أشهرا، ثم عزل.
قلت: وذكر سعيد بن عُفَيْر أن ولايته كانت شهرًا واحدًا، ولم أقف له على ترجمة شافية.
إبراهيم بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن هاشم بن
1 / 35