شعبان ولا من رمضان. فقال تَكِين: (الله المستعان. يصرف أبو عبيد بمثل هَذَا)؟.
وقال أيضًا: كان القضاة إذا قدموا البلد بدأوا بدار أمير مصر. فلما قدم الكُزَيْزِي بدأ بالجامع فصلى فيه ركعتين، وقرئ عهده فيه. ثم راح إلى دار الأمير وتسلم ما في المودع، وكان تحت يد جماعة من أمناء القاضي أبي عبيد، منهم علاَّن بن سليمان. وكان عنده خمسون ألف دينار، دفنها تحت درجة. وكان عند غيره أكثر من ذلك. وتصرف الكريزي في ذلك. وتصرف في شيء كثير من أموال الأحباس.
ثم قدم كتاب هارون بن إبراهيم بن حماد، الذي ولي قضاء بغداد، بعد ابن مُكرَم، يأمر بتسليم القضاء لعبد الرحمن بن إسحاق بن محمد الجوهري، فتسلمه من الكريزي لثمان بقين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة. وكانت ولايته سنة واحدة وأيامًا. وعاش بعد ذلك إلى أن مات بحلب، في سنة سبع عشرة وثلاثمائة. وأرخه مسلمة بن قاسم سنة ثماني عشرة.
إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن عيسى بن بدران بن رحمة السعدي الإخْنائي المالكي، من المائة الثامنة، يلقب برهان الدين ابن علم الدين. ولد بالقاهرة سنة.. وسافر مع أبيه إلى الشام، لما ولى قضاء دمشق. فسمع بها من أبي العباس الحجار والماكسيني، وإبراهيم بن ألواني، وتفقه شافعيًا وحفظ التنبيه. ثم رجع إلى القاهرة فأقام بها، واشتغل في مذهب مالك، فمهر وتميز. ثم ولي الحسبة ونظر المارستان، ونظر الخزانة السلطانية. ثم قرر في قضاء المالكية بعد موت أخيه تاج الدين محمد، وكان ينوب عنه، وذلك في صفر سنة ثلاث وستين وسبعمائة واستمر إلى أن مات في ثاني شهر رجب سنة سبع وسبعين وسبعمائة.
وكان مهيبًا صارمًا نَزِهًا عفيفًا، نافذ الكلمة، عظيم الحرمة، مفضالًا، مصممًا لا يقبل رسالة ولا شفاعة. بل يصدع بالحق، ولا يغضي على باطل أصلًا، ولا يولي إلا مستحقًا، وكان مع ذلك كثير الحلم والستر على من لم
1 / 34