المكي (ت: ٨٨٥ هـ)، وأجاز السيوطي بمروياته (١) . والعلامة الشيخ كمال الدين محمد بن محمد بن عبد الرحيم الشافعي، وقد جمع السيوطي فوائد هذه الرحلة، وما وقع له، ومن لقيه في "النحلة الزكية في الرحلة المكية". كما رحل إلى اليمن، والهند والمغرب، وبلاد التكرور (٢) .
كما كانت له رحلات داخل مصر في الفيوم، ودمياط، والمحلة وغيرها كتب عن كثير من العلماء منهم جعفر بن إبراهيم بن سنهور وعلي عز الدِّين عبد العزيز بن عبد الواحد التكروري الشافعي في منية سمنود.
مكانته العلمية:
لقد هيَّأ الله للسيوطي حياته، حيث تربى في بيت علم، ثم ترعرع بين أيدي العلماء منذ نعومة أظفاره فحفظ القرآن، وكثيرًا من المتون، كما أنه لازم علماء أجلاء في كثير من بلدان العالم، إضافة إلى ما كان يتلقاه عن شيوخه في بداية الطلب، وقد كان لجد السيوطي في طلبه للعلم والقراءة على العلماء، ومطالعة الكتب -لا سيما وأن مكتبة المحمودية (٣) كانت تضم نفائس الكتب التي كان يتردد عليها- مع ذكاء مفرط وهمة عالية، وحرص أكيد كان له أثره البارز في نبوغه، مما جعل الكثير من علماء عصره يقرون له بالفضل والعلم، بل يعد نفسه أنه بلغ درجة الاجتهاد، قال عن نفسه: " رزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني والبيان، والبديع (٤) ".
_________
(١) التحدث بنعمة الله ص (٨٠) .
(٢) حسن المحاضرة (١/٣٣٨)، والضوء اللامع (٤/٦٦) .
(٣) المحمودية: نسبة إلى محمود بن علي بن أصغر الأستاذ بدار أحد أمراء المماليك (ت: ٧٩٩ هـ) وقد أفاد منها السيوطي وألف في شأنها رسالة بعنوان "بذل المجهود في خزانة محمود" وقد قدر الحافظ ابن حجر عدد الكتب فيها أربعة آلاف مجلد. انظر: الدرر الكامنة (٢/٣٢٩) مجلة معهد المخطوطات العربية (مجلد ٤/١/١٣٤-١٣٦) .
(٤) حسن المحاضرة (١/٣٣٨)، والتحدث بنعمة الله ص (٢٠٣) .
المقدمة / 20