وقرأ على الشيخ محمد بن سليمان بن سعد الرومي الحنفي (ت: ٨٧٩ هـ) الكافيجي -نسبة إلى كثرة اشتغاله بالكافية في النحو -مدة أربع عشرة سنة وأخذ عنه التفسير والحديث والأصلين، والنحو وسائر علوم العربية، وأجازه فيها (١) .
ولقد بين السيوطي طريقته في تنظيم أوقاته في طلب العلم حيث قال: كنت أذهب من الفجر إلى دروس البلقيني، فأحضر مجلسه إلى قرب الظهر، ثم أرجع إلى الشُّمُنيِّ فأحضر مجلسه إلى قرب العصر، هكذا ثلاثة أيام في الأسبوع: السبت، والاثنين، والخميس، كنت أحضر الأحد والثلاثاء، عند الشيخ سيف الدِّين الحنفي (ت: ٨٨١ هـ) بكرة، ومن بعد الظهر في هذين اليومين ويوم الأربعاء عند الشيخ محيي الدِّين الكافيجي (٢) .
رحلاته:
ْللعلماء في تلك العصور رحلات لأخذ إجازة من عالم، أو أخذ حديث، أو سؤالات في بعض المسائل، وكانت الرحلة العلمية لها أثرها في صقل العلماء والتقائهم بعلماء الأقطار الأخرى، ولقد أخذ الإمام السيوطي بحظه في هذا الجانب، فقد رحل إلى مكة المكرمة عام (٨٦٩ هـ)، وأخذ عن علمائها وجاور بها سنة كاملة، من منتصف جمادى الأولى إلى أن حج في نفس السنة، ولقد لقي في رحلته كبار شيوخ الرواية من علماء الحرمين أمثال العلامة قاضي المالكية محمد بن عبد القادر بن أحمد الأنصاري (ت: ٨٨٥ هـ) وكان السيوطي يجله كثيرًا (٣) . والعلامة الحافظ نجم الدين بن تقي الدين محمد بن فهد
_________
(١) حسن المحاضرة (١/٣٣٧) .
(٢) حياة جلال الدين السيوطي مع العلم من المهد إلى اللحد ص (٢٨) .
(٣) بغية الوعاة (١/١٠٤)، والتحدث بنعمة الله (٣٩-٤٠) حيث ذكر تقريظًا على شرح الألفية للسيوطي.
المقدمة / 19