وحرر المأذون وثيقة الطلاق، وانتهت المؤامرة، إلى النتيجة التي أرادها أبي!
ذلك ما أخبرتني به أمي من بعد، فلما انصرف الجمع صعد أخي إلى غرفتي ورآها موصدة، فتسلق نافذتها وانحدر من شراعتها، وفتح بابها.
وخيل إلى أمي حين رأتني في غيبوبتي أنني فارقت الحياة، فأرادت أن تصيح فأسكتها أبي، ودعا الطبيب لساعته، وقرر الطبيب أن ما بي انهيار عصبي امتد أثره إلى القلب، وأنه خطير على حياتي!
وأفقت في الصباح، ثم أقمت في سرير مرضي أسابيع عدة، عوفيت بعدها وعادت إلي الحياة!
ولا حظت من يومئذ أن أبي ازداد عطفا علي ولطفا بي، أكان ذلك لأنه ظفر بتطليقي تنفيذا لوصية أختي! أم لأنه رآني أشرفت على الموت فخشي أن يفقدني كما فقد أختي؟!
الواقع أنه أغدق علي بعد شفائي أضعاف ما كان يغدقه من قبل من رعاية وعطف، وأنه انتهى إلى تزويجي من شاب من الأعيان، له من الثراء ما حسب أبي أنه يغنيني عن التفكير في الوقف الذي كان مآله إلى أبنائي.
وأقمت مع زوجي بضع سنوات، وأنجبت في أثنائها بنين وبنات، ولما علم خال أختي أنني تزوجت، وأنه لم يبق له إلى الاتصال بي سبيل، تزوج من إحدى نساء الشعب، بعد أن أغرى زوجها بالمال فطلقها، ورزقت هذه المرأة منه بنين أصبحوا هم المستحقين في الوقف دون إخوتي وأمهم.
بعد بضع سنين، ماتت زوجة حبيبي، الذي طلقني بخديعة أمي، وإصرار أبي، وساءت حال زوجي المالية لسوء إدارته ثروته، فركبه الدين، وأخذ يبيع أملاكه شيئا فشيئا، وجاءتني والدتي تذكر أن خال أختي مستعد لأن يدفع ديون زوجي، على أن يطلقني، فأعود زوجا له كما كنت من قبل!
Неизвестная страница