161

الوالحد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ان الله تعالى يعطيهم الحياة والعقل والنطق مع صخرهم؟ فإن بحار قدرته تعالى اواسعة، وغاية وسعنا في كل مسألة أن يثبت الجواز، ونكل علم كيفها إلى الله تعالى الرابع : فإذا قال الجميع : بلى، فلم قبل تعالى قوما ورد آخرين؟

اوالجواب كما قاله الحكيم الترمذي: أن الله تحالى تجلى للكفار بالهيبة قالوا: بلى مخافة منه، فلم يكن ينفعهم إيسانهم؛ تإيمان المتافقين، وتجلى المؤمنين بالرحمة، فقالوا: بلى مطيعين مختارين، فتفعهم إيمانهم اقال الشيخ أبو طاهر القزوبني : الصحيح عندي أن قول أصحاب الشمال: لل، كان على وفق السؤال، [77/أ] وذلك أن الله تعالى سألهم عن مرتيهم، ولم اسالهم عن إلههم، ولم يكونوا يومئن في زمان تكليف، وإنما كانوا في حالة التخليق االتربية، وهي الفطرة فقال لهم: (آلست يرتبكم) [الأعراف: 172] فتالوا: بلى: الان تربيتهم إذ ذاك كانت مشهودة لهم، فصدقوا في ذلك كلهم ام لما انتهوا إلى زمان التكليف، وظهور ما قضى الله تعالى في سابق علم الكل أحد، من السعادة والشقاوة، كان منهم من وافق اعتقاده في قبوله الآلهية إقراره الأول، ومنهم من خالف، ولو أنه تعالى كان قال لهم: آلست يواحد؛ لقالوا كلهم: ام، ولم يشرك به أحد، فليتأمل ولا يخفى ما فيه من فوات صورة الاحتجاج االآيات، كما سيأتي قريبا الخامس: إذا سيق لنا عهد وميثاق مثل هذا، فلأي شيء لا نتذكره اليوم؟

والجواب : أننا إنما لم نتذكر هذا العهد؛ لأن تلك البنية قد انقضت، وتغيرت ااوالها بمرور الزمان عليها في أصلاب الآباء، وأرحام الأمهات، ثم استحالت اصريفها في الأطوار الواردة عليها، من العحلقة والمضغة واللحم والعظم، وهذا كله ما يوجب النسيان اكان الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: إني لأتذكر العهد الذي اهد إلي ربي، وكذلك كان يقول سهل بن عبد الله رحمه الله تعالى، وزاد بأن ه ارف تلامذته من ذلك اليوم، وأنه لم يزل يربيهم في الأصلاب حتى وصلوا اليه(1).

1) لا أظن هذا إلا مدسوسا على هذا العارف بالله

Неизвестная страница