Правила поведения на пути к Аллаху
قواعد في السلوك الى الله تعالى
Жанры
وعباداته وغزواته وآدابه، فإذا يسر الله تعالى للسالك معرفة ذلك بمواظبة مجالس مواعيد الحديث والتفسير والسير ؛ فقد حصل له بعون الله تعالى الأساس الذي يبني عليه البنيان ، ثم يترقى من ذلك إلى معرفة صفات الله، الرب الذي أرسله وبعثه رحمة للعالمين، كما أخبر سبحانه وتعالى في كتابه، وأخبر عنه نبيه صلى الله عليه وسلم من كونه فوق عرشه، فوق سبع سمواته، عالما بما في خلقه، سميعا بصيرا بأحوالهم، يدبر أمورهم، يقبض ويبسط، ويعز ويذل، ويفقر ويغني، ويمرض ويشفي، ويميت ويحيي، (له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين) .
أنزل كتابه على عبده، وشرائعه وحدوده من الحلال والحرام، والسنن والأحكام، والمواعظ والآثار، والقصص والأخبار، هدى به الخلق إليه حيث كانوا جهالا لا يعرفون معبودهم، ولا يعرفون بماذا يعبدوه، فمن حصلت له هذه المعرفة بربه وحصل له الفهم عنه في أوامره ونواهيه، وحدوده وأحكامه، بعد معرفة صفات رسوله صلى الله عليه وسلم وسننه وآدابه وأخلاقه، فقد كملت فيه القوة العلمية البصرية، وانفتحت عين قلبه، واهتدى إلى ربه، وعرف طريقه وشرعه ومنهاجه، فمثله كمثل شخص كان أعمى يتخبط في طرقه، ويتعثر في أحواله، فمن الله عليه فابصر بعد أن كان أعمى، فأشرق عليه نور الشمس، فقد كملت فيه قوة البصر والعلم بالأشياء، وبقي عليه القوة العملية.
وأما القوة العملية التي لا يتتم الوصول إلا بها، فالسالك إذا عرف الله تعالى وعرف نبيه صلى الله عليه وسلم، وأيقن بأن ربه تعالى الذي عرفه فوق عرشه معه، وفوق كل شيء يسمع كلامه، ويرى مكانه، ويعلم سره وإعلانه، يشد حينئذ مئزره في ضوء نور معرفته بين يدي ربه، ويعامله
Страница 122