فابتسم صاحبه وقال: «نعم، والله لئن كانت الموقعة لأستأسرن له، فيكون لي على ضفاف النيل دار وجار.»
قال محدثه ضاحكا: «... وثلاثمائة دينار.»
كان الجند في مضاربهم يتحدثون هذا الحديث وأشباهه جادين أو هازلين، وإن في خيمة القيادة لحديثا له طعم آخر، يدور بين القائدين اللذين يليان أمر الجيش: إسحاق بن كنداج، ومحمد بن أبي الساج.
قال إسحاق: «... فإن الموفق قد عقد لي اللواء وولاني مصر، فهي لي حتى يخلعني عنها السلطان.»
قال ابن أبي الساج: «وأنا، أين يكون موضعي، ولك الجند والإمارة؟ أتراك أدنى مني منزلة إلى الموفق، أو أبصر بشئون الحكم، أو أعرف بفنون الحرب؟»
قال إسحاق: «وي!
24
شئون الحكم وفنون الحرب معا؟ لا ترضى حتى يجتمع لك الأمران كلاهما؟ على رسلك!
25
أو فاطلب إلى ذلك القضاء والخراج والبريد! ...»
Неизвестная страница