وغلى الدم في رأس أبي العباس، وهم بالكلمة التي لم يقلها
22
ثم أقصر واتخذ سبيله إلى الباب صامتا، وأبوه ينظر إليه أسوان.
23 •••
وكر إسحاق ومحمد بن أبي الساج راجعين بمن معهما من فلول الجيش إلى الحدود يتربصون أن تحين لهم فرصة، وسيق الأسرى منهم إلى مصر.
وقال خمارويه لصاحب خزانته، وقد اطمأن به مجلسه في قصر الميدان بحاضرة ملكه: «انظر كم عدد هؤلاء الأسرى، فادفع إلى كل منهم ثلاثمائة درهم، فإنما هم إخواننا في الدين، وعدتنا في حرب أهل الشرك، وقد نزلوا ديارنا، فلهم علينا حق الضيف على مضيفه.»
ثم أشرف خمارويه عليهم فخاطبهم: «إنما أنتم ضيوفنا، فمن أراد منكم أن يقيم بيننا فله علينا حق المواطن في وطنه، ومن أراد الرحيل فقد أذنا له.»
فعج الأسرى بالدعاء لمصر وأميرها، واستأسروا له طائعين فكانوا جندا من جنده.
وذاع في الناس ما فعله خمارويه بأسراه، وما أغدق عليهم من بره، وراح الخبر يتنقل على الأفواه وينحدر مع الركبان حتى بلغ شاطئ الفرات، حيث كان يقيم عسكر إسحاق في انتظار الموقعة التي زعم أن سيقوض بها عرش بني طولون.
وقال جندي من جند إسحاق لصاحبه: «أسمعت يا أخا ناجية ما فعل ملك مصر؟»
Неизвестная страница