Кабас в шарх Муватта
القبس في شرح موطأ مالك بن أنس
Исследователь
الدكتور محمد عبد الله ولد كريم
Издатель
دار الغرب الإسلامي
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٩٩٢ م
Жанры
الثاني: أنه إنما أضاف السهو إلى الشيطان اقتداء بموسى ﵇، في قوله ﴿وَمَا أنْسَانِيه إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ﴾ (١) وقد قال تعالى له: ﴿أوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَي اللهُ فَبِهُدَاهُمُ آقْتَدِهْ﴾ (٢).
الثالث: أنه كان معصومًا من شيطانه قال ﷺ: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَلَهُ شَيْطَانٌ قيل له وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ الله قَالَ وَلاَ أَنَا إلا أَنَّ الله أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأسْلَمَ فَلَا يَأْمرَني إِلَّا بِخَيْرٍ" (٣).
فأما من غيره فقد قال ﷺ: "إِنَّ عِفْرِيتًا تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ في الصَّلاَةِ فَدَعَرْتُة (٤) وَهَمَمْتُ أَنْ أُوثِقُهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ ثُمّ ذُكِّرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيُمَانَ ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي﴾ (٥) فَتَرَكْتُهُ وَلَوْلا ذلِكَ لأَصْبَحَ يَلْعَبُ بِهِ وُلْدَانُ الْمَدِينَةِ" (٦).
فإن قيل فقد قال: "إِنِّي لأَنْسَي أَوْ أُنَسَّى لَأسُنَّ" (٧) فأخبر أن نسيانه سببًا لبيان السنة لا مسببًا للوسوسة من الشيطان.
(١) الكهف آية ٦٣.
(٢) الأنعام آية ٩٠.
(٣) تقدم ص ٣٤٣.
(٤) هذه العبارة في جميع النسخ فدعرته وهي رواية مسلم وفيه فذعته. مسلم ١/ ٣٨٤ - ٣٨٥. قال النووي هو بالذال معجمة وتخفيف العين المهملة أي خنقته. قال مسلم في رواية أبي بكر بن أبي شيبة فذعته يعني بالذال المهملة وهو صحيح أيضًا ومعناه دفعته دفعًا شديدًا. شرح النووي على مسلم ٥/ ٢٩.
(٥) سورة ص آية ٣٥.
(٦) متفق عليه البخاري في كتاب الأنبياء باب قوله الله تعالى: ﴿وَوَهَبْنا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدِ إِنَهُ اوَّابٌ﴾ ٤/ ١٩٧ وفي تفسير سورة ص ٩/ ١٥٦، وفي العمل في الصلاه باب ما يجوز من العمل في الصلاة ٢/ ٨١ ومسلم في كتاب المساجد باب جواز لعن الشيطان أثناء الصلاة ١/ ٣٨٤ كلهم من حديث أبي هُرَيْرَةَ.
(٧) الموطّأ ١/ ١٠٠. قال ابن عبد البر: لا أعلم هذا الحديث روي عن النبي ﷺ، مسندًا ولا مقطوعًا من غير هذا الوجه، وهو أحد الأحاديث الأربعة التي في الموطأ التي لا توجد في غيره مسندة ولا مرسلة ومعناه صحيح في الأصول. الزرقاني ١/ ٢٠٥.
وقال الحافظ ابن الصلاح في رسالته في وصل البلاغات الأربع في الموطأ ص ١١: أحد هذه البلاغات صحيح وهو حديث النسيان، وقال في صفحة ١٤: وأما حديث النسيان فقد رويناه من وجوه كثيرة صحيحة، ثم ساق بسنده من طريق أبي داود قال: نا عثمان بن أبي شيبة قال نا جرير عن منصور عن إِبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: صلّى النبي ﷺ وذكر حديث السهو وأنه ﷺ، قال: "إِنَّمَا أَنَا بشرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسُونَ فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُوني طَرَف مِنْهُ".
وقال الحافظ في الفتح ٣/ ١٠١: لا أصل له فإنه من بلاغات مالك التي لم توجد موصولة بعد البحث=
1 / 354