قال تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (٣٤)﴾ [الإسراء:٣٤]، أي يا معشر المسلمين إذا عاهدتم فأوفوا بعهدكم، وقال تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (٩١)﴾ [النحل: ٩١]، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: ١]، وقال تعالى: ﴿وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (١٥٢)﴾ [الأنعام: ١٥٢].
وقال تعالى محذرًا من نقض العهود: ﴿وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (٢٥)﴾ [الرعد: ٢٥].
عباد الله! والنبي ﷺ يربي أمته على الوفاء بالعهود ويحذرهم من خلف الوعود، قال ﷺ: "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له" (١).
وقال ﷺ: "اضمنوا لي ستًا من أنفسكم أضمن لكم الجنة": منها "وأوفوا إذا وعدتم" (٢).
والنبي ﷺ يقول: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان".
وفي رواية لمسلم زاد: "وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم" (٣).
(١) "صحيح الجامع" (٧٠٥٦).
(٢) "صحيح الجامع" (١٠٢٩).
(٣) متفق عليه، رواه البخاري (رقم ٣٣)، ومسلم (رقم ٥٩).