284

Пути мира из подлинной биографии лучшего из творения, мир ему

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

Издатель

مكتبة الغرباء

Издание

الثانية

Год публикации

١٤٢٨ هـ

Место издания

الدار الأثرية

Жанры

الخطبة الثامنة والعشرون: وفاء المسلمين وغدر وخيانة اليهود
عباد الله! موعدنا في هذا اليوم -إن شاء الله تعالى- مع لقاء جديد من
سيرة المصطفى ﷺ، وحديثنا في هذا اللقاء سيكون عن وفاء المسلمين وغدر وخيانة اليهود.
عباد الله! عندما وصل النبي ﷺ إلى المدينة مهاجرًا من مكة انشغل بما يلي:
أولًا: صلة الأمة بالله، فبادر ﷺ إلى بناء المسجد كما ذكرنا، لتظهر فيه شعائر الإِسلام التي طالما حوربت، ولتقام فيه الصلوات التي تربط المرء بربه، وتنقى القلب من أدران الأرض، ودسائس الحياة الدنيا.
ثانيًا: صلة الأمة بعضها ببعض، فآخى النبي ﷺ بين المهاجرين والأنصار أخوة تمحى من خلالها كلمة (أنا)، ويتحرك الفرد فيها بروح الجماعة ومصلحتها وآمالها، فلا يرى لنفسه كيانًا دونها ..
ومعنى هذا الإخاء أن تذوب عصبيات الجاهلية، فلا حمية إلا للإسلام، وأن تسقط فوارق النسب واللون والوطن، فلا يتأخر أحد أو يتقدم إلا بمروءته وتقواه.
ثالثًا: صلة الأمة بالأجانب عنها، ممن لا يدينون دينها، أخص بالذكر "اليهود" الذين استوطنوا المدينة في ذلك الوقت.
عباد الله! وحديثنا عن وفاء المسلمين وغدر وخيانة اليهود سيكون حول العناصر التالية:
العنصر الأول: الإِسلام دين السلام والأمن والأمان، يأمر بالوفاء وينهى عن الخيانة والغدر.

1 / 275