============================================================
وابعاد الخطر المغولي عن البلاد، ولو إلى حين، بعد أن استولى المغول على جيع الممالك الاسلامية ولم يبق آمامهم إلا الديار المصرية آخر معقل للاسلام في الشرق(1) واستكمل الناصر محمد هذه الانجازات خاصة في ولايته الثالثة ، فقضى على كافة الأمراء الطامحين إلى العرش(2)، ونجح في قهر التتار وطردهم إلى ما بعد الفرات(3) ، وقام بحملات تأديبية ضد بلاد الأرمن(4) لحملهم على الخضوع والتزام ما عليهم من مال وغلال كما احكم سيطرته على بلاد الحجاز واليمن، وعاهد ملوك التتار وخاضة أيام القان أزبك ملك العراق، فاستقرت له الأوضاع في أرجاء سلطنته المترامية الأطراف، ما أضفى عليه وعلى حكمه مهابة في الداخل والخارج، فكاتبه سائر الملوك وهادوه وهابوه.
واثبت السلطان الملك الناصر كفاية نادرة ومقدرة فائقة في تصريف شؤون الدولة، بعد أن وعى ضرورة تطوير مؤسساتها بتحديث نظم الحكم والادارة (المالية خاصة)، فالغى بعض الوظائف الكبرى مثل وظيفة نائب السلطنة ووظيفة الوزير، واستحدث مكانها وظائف أخرى ابرزها وظيفة ناظر الخاص . كما عمل على ضبط موارد الدولة، وساعد على تنشيط القطاعات (1) ابن شداد: تاريخ الملك الظاهر، مقدمة التاشر: 10 .
(2) ومنهم بيبرس الجاشنكير، وبكتمر الساقي، وقراسنقر المتصورى (2) اثر معركة مششحب في مستهل رمضان سنة 14/702 نيسان 1303. ابن الدوادارى 9: 80-100؛ المقريزي 3/1: 932 - 938 .
(4)المخطوط: 146و- 151و. 165ظ - 189و.
(5) حصل ذلك سنة 1315/716. التويري : نهاية الأرب 30 : 91.
Страница 40