============================================================
أموال عظيمة من خزانتك والتحف الذي تصل إليك، وكان قبل وقوع هذه القصة تكلم الأمير سيف الدين قوصون في مثل ذلك، وعرف السلطان أن الشاب الذي كان ألماس قد شغف به وأعلم السلطان بأمره، وعرف بعمير أن النشو وقرابته قد شغفوا بهذا الشاب، وأن أموال كثيرة ينفق عليه من أموال السلطان. وكان السلطان لا يلتفت إلى قول أحد من الأمراء إذا ذكر النشو، فأعرض السلطان عن أمره، ولم يجب عته بشيء.
ولما اتفق وقوع القصة أخذها السلطان بيده، وقال: آنا عرفت من كتب هذا. وطلب النشو إليه واعطاه القصة، وحكى له ما نقله الأمير سيف الدين قوصون عنه، فحلف بحياة السلطان أن هذا الشاب لم يعرفه ولا رأى عمره وجهه ولا أحد من قرابته، وإنما هذا كله شغل القريبين من الأمير قوصون، ويختاروا أنهم ينقلوا لأستاذينهم أمور كثيرة عنا، ويعلموا أن استاذينهم ما يخفوا من السلطان شيء، فيعملوا على اذانا عند السلطان، وأخذ يتنصل من آمر هذه الكاينة ويحلف، وبكى بين يديه. وعند قيامه طلب السلطان قوصون وأنكر عليه، وقال: أنت تسمع من المناحيس كلام، ونجي تنقله لي حتى تغير خاطري على كاتب عناي ينفعني، والساعة حلف بحياة راسي آنه ما يعرف هذا الشاب، ولا أحد من قرابته، وحلف إيمان كثيرة.
فقال قوصون : وحياة راس السلطان يكذب، وأنت سير احضر هذا الصبي إلى عندك وعاقبه أو يعترف لك، إن كان كذب قابلني، وإن كان صدق اعطيه جزاه.400.
وفي العيني(1): " وفيها وقعت قصة في دار العدل وفيها أن النشوقد حكمته في ظلم الرعية وهو قد سلط قرابته على الناس وأن صهره ولي الدولة قد عشق شابا من آبناء الترك، وقد ودر عليه أموالا عظيمة من خزانة السلطان ومن التحف التي تجيء إلى السلطان، وكان قبل وقوع هذه القصة (1) العينى 17/2911: 95ظ.
Страница 27