والآخرة ما تقدم. وكان بينهما أربعون سنة. ورأيت في زمرة العلوم وزهرة النجوم عن النبي ﷺ قال لي جبريل أني وقفت بين يدي ربي حين قال فرعون وما رب العالمين فنشرت جناحين للعذاب فقال الله تعالى مه يا جبريل إنما يستعجل بالعذاب من يخاف الفوت وذكر في هذا الكتاب أيضا أن فرعون لما قال أنا ربكم الأعلى أراد جبريل أن يخسف به الأرض فاستأذن ربه تعالى فلم يأذن له وأمره أن يتجاوز عنه قال العلائي في سورة القصص دخل إبليس على فرعون وهو في الحمام وقال يا فرعون سولت لك كل شيء فما قلت لك ادع الربوبية وضربه أربعين سوطا ... حكاية: اجتمع قوم من كفار قريش منهم فرعون هذه الأمة وهو أبو جهل عند أبي طالب في مرضه الذي مات فيه وقال لقد عمت ما بيننا وبين ابن أخيك فخذ حقنا منه وحقه منا قبل موتك فدعا فقال
هؤلاء أشراف أقوامك فكف عنهم ويكفوا عنك فقال ﷺ يعطوني كلمة واحدة فقال أبو جهل لعنه الله نعطيك عشر كلمات فقال قولوا لا إله إلا الله فقال أتريد أن تجعل الآلهة إلهًا واحدًا إن أمرك لعجيب فتفرقوا فقال أبو طالب يا محمد ما سألتهم شططا أي ما سألتهم شيئًا عسيرًا وأما قوله تعالى فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط أي لا تجر في حكمك يقال شط الرجل شططا إذا جار في حكمه فطمع النبي ﷺ في إسلام عمه فقال قلها فاستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة فقال لولا أن تظن الناس أي قريش أني قلتها جزعا لقلتها وسيأتي على هذا زيادة في معجزاته ﷺ وقال الرازي في سورة الأنعام قال أبو طالب: قل غير هذه الكلمة فإن قومك يكرهونها فقال النبي ﷺ لا أقول غيرها حتى يأتون بالشمس من محلها فيضعونها في يدي فقالوا اترك شتم آلهتنا وإلا شتمناك وشتمنا من يأمر بهذا فنزل قوله تعالى ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله الآية فإن قيل سب الأصنام من أفضل الطاعات فلم نهي عنه فالجواب: لما كان سبها سيؤدي إلى منكر عظيم تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا وهو سب الله ورسوله وجب الاحتراز عنه لطيفة: شبه الله كلمة التوحيد بالماء لأنه يطهر وهذه الكلمة أيضا تطهر من الذنوب، وشبهها بالتراب لأنه برد الجنة بأضعاف وهذه الكلمة يضاعف ثوابها وشبهها بالنار لأنها تحرق وهذه الكلمة تحرق الذنوب وشبهها بالشمس، لأنها تضيء على العالمين، وهذه الكلمة تضيء على ذلك اليقين، وشبهها بالقمر، لأنه ذهب ظلمة الليل، وهذه الكلمة تضيء في القبر، وشبهها بالنجوم لأنها دليل المسافرين وهذه الكلمة دليل أهل الضلالة على الهدى، وشبهها بالنخلة قال الله تعالى كشجرة طيبة فإن النخلة لا تثبت في كل أرض وهذه الكلمة لا تنبت في كل قلب والنخلة أطول الأشجار وهذه الكلمة أصلها في القلب وفرعها تحت العرش ولثمرة لا تنقص قيمتها بالنواة والمؤمن لا تنقص قيمته بالمعصية التي بينه وبين الله تعالى والنخلة أسفلها شوك وأعلاها رطب وهذه الكلمة أولها تكاليف فمن أتى بها وصل إلى ثمرتها وهي النظرة إلى الله تعالى وهي مفتاح الجنة ولا بد للمفتاح من أسنان وأسنانها ترك المحرمات وقيل الواجبات قال الله تعالى فاعلم أنه لا إله إلا الله وقال النبي ﷺ من قال لا إله إلا الله مخلصًا بها من قلبه
1 / 17