خلقك أن لا أجريها على لسان عبد إلا غفرت له قبل أن يقولها.. الثانية: لا إله إلا الله لها أسرار منها جميع حروفها جوفية إشارة إلى أن الإتيان بها من خالص الجوف وهو القلب ومنها أنه ليس فيها حرف معجم إشارة إلى التجرد عن كل معبود سواه ومنها أنها اثنا عشر حرفًا كشهور السنة منها أربعة حرم وهي الجلالة حرف فرد وثلاثة سرد وهي أفضل كلماتها كما أن الشهر الحرم وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب أفضل الشهور فمن قالها مخلصًا بها كفرت عنه ذنوب السنة ومنها أن الليل والنهار أربعة وعشرون ساعة وهي مع رسول الله أربع وعشرون حرفًا كل حرف يكفر ذنوب ساعة ومنها أن كلماتها سبع وأبواب جهنم سبعة كل كلمة تسد بابًا عن قائلها.. الثالثة: رأيت في كتاب الحقائق أن رجلًا وقف على عرفات وفي يده سبع حصيات فقال أيتها الحصيات اشهدن لي أني أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ثم طرحهن من يده فرأى تلك الليلة كأن القيامة قد قامت وقد رجحت سيئاته على حسناته فأمر به إلى النار فرأى الحصيات قد سدت عنه أبواب جهنم فاجتمع عليه جميع الزبانية ليزيلوا حجرًا فعجزوا فانطلقوا به إلى تحت العرش وانطلقت الأحجار خلفه يشفعن فيه فأمر الله تعالى به إلى الجنة فسبقته الأحجار إلى أبواب الجنة كل حجر يقول يا عبد الله ادخل من جانبي.. الرابعة: كان في زمن موسى ﵇ عبد عصى ربه جل وعلا أربعمائة وثمانين عامًا فتداركه الله بكرمه فأتى موسى وقال لا إله إلا الله موسى رسول الله فنزل جبريل ﵇ وقال يا موسى قد غفر الله له ذنوب أربعمائة وثمانين عامًا وذلك أن قوله لا إله إلا الله موسى رسول الله أفضل من موسى رسول الله فلا عجب أن الله يكفر ذنوب سبعين عامًا مثلًا بقول المؤمن لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله إلا كفرت عنه خطاياه وإن كان مثل زبد البحر رواه الترمذي وقال حديث صحيح ... حكاية: رأيت في تفسير قوله تعالى: فقولا له قولا لينا قال موسى يا رب كيف يكون القول اللين قال قل له هل لك في الصلح رغبة فقد تعبت نفسك أربعمائة وخمسين عامًا فاتبع مرادنا سنة واحدة نغفر لك جميع ذنوبك فإن لم تفعل فأسبوعًا فإن لم تفعل فيومًا واحدًا فإن لم تفعل فساعة فإن لم تفعل فقل في نفس واحد لا إله إلا الله، فأكون لك مصالحًا فلما أدى موسى الرسالة جمع فرعون جنوده وقال أنا ربكم الأعلى فاهتزت السموات والأرض واستأذنوا ربهم جل وعلا في هلاكه فقال له كالكلب ليس له إلا العصا يا موسى ألق عصاك فألقاها فأسلم السحرة وهرب فرعون إلى مخدعه فقال موسى إن لم تخرج أمرتها أن تدخل عليك فقال أمهلني قال لم يؤذن لي فأوحى الله تعالى إليه أمد له فإني حليم لا أعجل وصار يتغوط كل يوم أربعين مرة، وكان قبل ذلك يتغوط في كل أربعين يوم مرة فلما أمهله إلى يوم الزينة وسيأتي بيانه في فضل الأدب في كتابه الموت طغى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى. أي عذبه بالغرق على الكلمة الأولى وهي ما تقدم وعذبه بجهنم على الأخرى وهي ما علمت لكم من إله غيري. وقال ابن عباس ﵄ الأولى هذه
1 / 16