فرج الله :
أنا قلت لوسيم الحموي: اقتل ابن هدى الحمصي في «وادي الأرز»، ثم هاجر إلى غرانبلا، وتزوج ابنتها سرا، ثم اسكر ليلة رأس السنة، وسافر في البحر والعاصفة تشتد؟ أنا رجوته أن يستدين المال مني، ويمثل أدوار حاتم طيء، والسموأل، وهارون الرشيد في هذه البلاد؟ شمدص! لا تتكلم كالأغبياء، فأنا أعلم أنك شاطر. فلنبدأ بالتفتيش. (يفتح المكتبة، ويأخذ شهادتين.)
شهادة مدرسية، وشهادة مدرسية. تعجبني هذه الشهادات، فهي ماركات غباوة، وقعها حمار كبير، يشهد أن حاملها جحش صغير، يصلح مطية للأذكياء. هل دخلت مدرسة يا شمدص؟
شمدص :
لا، ولكني تتلمذت على الكثيرين من أمثالك، وتعلمت أمثلة مجانية ثمينة.
فرج الله :
أرخص الأمور أثمنها. الابتسامة لا تكلف شيئا فالبسها، وكلمات الإطراء مجانية، فاغمر بها قلب عدوك، واليمين فاقسم بها مغلظا ، واذكر أن جمهور الناس أغبياء. متى أردت الإيقاع بشخص لا تعبس بوجهه، بل صادقه. فأهون أن تصطاد الذباب بالعسل من أن تصطادها بالخل. كن كالخمرة وديعة في كأسها، تغوي العين، حتى تتسرق إلى الفم، فإذا انزلقت إلى الكبد نهشتها. المهم أن تربح المعركة، ولن تجد من يسألك: كيف ربحتها، واعلم، أنه ليس في الدنيا صديق.
شمدص :
أنا ليس لي في الدنيا إلا صديق واحد.
فرج الله :
Неизвестная страница