«قعد ليلخّصَ ما التبسَ على غيرهِ، لخّصت الشيءَ تلخيصًا: بينتهُ».
وقالَ في "القاموسِ" (١): «التلخيصُ: التبيينُ والشرحُ، والتلخيصُ لَخَصَ (٢) البعير لَخْصًا: نظر إلى شحمِ / ٦ب / عَينهِ منحُورًا»، وذَلِكَ أَن يشقَّ جلدةَ العينِ فينظرَ أيرى شحمًا، أم لا.
وعبارةُ ابنِ القطاعِ (٣) في " الأفعالِ " (٤): «لخصَ البعيرَ لخصًا: نظرَ إلى عينهِ بعدَ نحرهِ ممتحنًا سِمنهُ، فالمادةُ (٥) كما ترى تدورُ على البيانِ أخذًا مِنْ لخص البعير، وتارةً يكونُ بحذفِ الفضولِ، واختصارِ الطولِ، وتقريبِ الألفاظِ؛ ليسهلَ الحفظُ، فيتصرف الذهنُ، فإنَّ الوعي قبلَ الفهمِ، وتارةً يكونُ بفتحِ المقفلِ ونشرِ المطوي، لكنهُ صارَ في العُرفِ مختصًا بالأولِ (٦).
وأما الاختصارُ فقالَ في " القاموس ": «الخصرُ وسطُ الإنسان، وأخمص القدمِ، وما بينَ أصلِ الفوقِ والرِّيشِ» (٧). وقالَ في " المجملِ": «الاختصارُ في
_________
(١) القاموس المحيط مادة (لخص).
(٢) كتب ناسخ (أ) فوقها: «خف» دليل على أنَّ الكلمة مخففة وغير مثقلة.
(٣) هو علي بن جعفر بن علي بن محمد أبو القاسم القطاع السعدي المعروف بابن الصقلي الأديب اللغوي نزيل مصر ولد سنة (٤٣٣) هـ، وتوفي سنة (٥١٥) هـ، له مصنفات منها: الأفعال، وأبنية الأسماء وغيرها.
انظر: سير أعلام النبلاء ١٩/ ٤٣٣ - ٤٣٤، وشذرات الذهب ٤/ ٤٥.
(٤) الذي وجدته في كتاب الأفعال ٣/ ١٤٠: «ولخصت العين لخصًا ورم ما حولها، والضرع كثر لحمه؛ فلا يكاد اللبن يخرج منه».
(٥) كتب ناسخ (أ) تحت هذه الكلمة: «أي: لخص». لتوضيح المراد وهذا دليل على اهتمام الناسخ.
(٦) كتب ناسخ (أ) تحتها موضحًا: «أي: التلخيص».
(٧) القاموس المحيط مادة (خصر).
1 / 68