قولهُ: (فهذهِ) (١) هذا مقولٌ بقول (٢)، والفاءُ فيهِ جوابٌ لشرطٍ محذوفٍ، تقديرهُ: يقولُ فلانٌ مِنْ بعدِ كذا: أيها الطالبُ إنْ كنتَ تبحثُ عن علمِ اصطلاحِ أهلِ الحديثِ الذي لم يَبقَ منهُ إلا رسمٌ دارسٌ، فهذهِ المقاصدُ المهمةُ التي نظمتها مِنْ كتابِ ابنِ الصلاحِ، توضحُ لكَ مِنْ علمِ الحديثِ رسمهُ الذي خفي عليكَ.
قلتُ: قولهُ: (منْ علمِ الحديثِ) (٣) هو علمٌ يُبحثُ فيهِ عن سنّةِ النّبيّ ﷺ
إسنادًا، ومتنًا، لفظًا، ومعنى، مِنْ حيثُ القبول والردّ، وما يتبعُ ذَلِكَ مِنْ كيفيةِ تَحمُّلِ
_________
= عن الأجلح بن عبد الله، عن الضحاك، عن ابن عباس، به.
وأخرجه: الدارقطني في " الغرائب والأفراد " كما في " أطراف الغرائب والأفراد "
(٢٤٠٣)، وقال: «غريب مِنْ حديث الزيات، عن الأجلح بن عبد الله، تفرد به سلام ابن سليمان المدائني عنه» وسلام هذا هو سلام بن سليمان بن سوار، أبو العباس الثقفي المدائني. قال أبو حاتم: «ليس بالقوي». وقال ابن عدي: «منكر الحديث» وقال أيضًا: «عامة ما يرويه حسان إلا أنه لا يتابع عليه». وقال العقيلي: «في حديثه عن الثقات
مناكير».
انظر: الضعفاء الكبير ٢/ ١٦١، والكامل ٤/ ٣٢٣ - ٣٢٨، وميزان الاعتدال
٢/ ١٧٨.
وأخرجه: أبو نعيم في الحلية ٤/ ٧٢ مِنْ طريق الحسين بن حفص، قال: حدثنا سفيان، عن أبي موسى اليماني، عن وهب بن منبه، عن ابن عباس، به.
وقال أبو نعيم: «هذا حديث غريب مِنْ حديث الثوري، تفرد به الحسن».
وأبو موسى اليماني مجهول، قال الذهبي: «ما روى عنه غير الثوري، ولعله إسرائيل بن
موسى، وإلاّ فهو مجهول».
(١) التبصرة والتذكرة (٤).
(٢) عبارة: «هذا مقول بقول» لم ترد في (ك).
(٣) التبصرة والتذكرة (٤).
1 / 62