============================================================
التكت والفوالد حلى شرح المضاند وقال: حسن غريب، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم ، عن عبد الله بن عمر - رضي الله تعالى عنهما - قال : قال رسول الله-: "يصاح برجل من أمتي يوم القيامة على رؤوس الخلائق، فينشر له تسعة وتسعون سجلا، كل سجل مد البصر، ثم يقول الله له : هل تنكر من هذا شيثا؟ فيقول : لا يا رب، فيقول : أظلمتك كتبتي الحافظون؟ فيقول : لا يا رب، فيقول : ألك عذر ؟ ألك حسنة ؟
فيهاب الرجل، فيقول : لا يا رب، فيقول الله - تعالى -: بلى إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك اليوم ، فيخرج له بطاقة فيها : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فيقول له : احضر وزنك، فيقول : يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟
فيقول : إنك لا تظلم، فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة" ..... فقوله : * وطاشت" يدل على أن علامة الثقل والخفة كما في الدنيا بارتفاع الخفيف ورسوب الثقيل، ومن ادعى آنه على غير هذا فعليه البيان - والله تعالى اعلم- (1).
- وفي الكباثر رد على ما نقله التفتازاني عن الصابوني صاحب الكفاية في تعريف الكبائر والصغائر إذقال : الحق أنهما اسمان إضافيان لا يعرفان بذاتهما، فكل معصية أضيفت إلى ما فوقها فهي صغيرة، وإذا ما أضيفت إلى ما دونها فهي كبيرة "(2) ، قال البقاعي : في قوله هذا مخالفة لقوله - تعالى -: (إن تجتنبوا كبآير ما تنهون عنه تكفر عنكم سيقاتكم) (3) لأن الآية دلت على أن كبائر المتهيات إذا اجتنبت كفرت بقية السيئات، فلو كان كل ذنب يسمى كبيرا وصغيرا بالنسبة إلى غيره لما بقيت الآية مفيدة، لأنا لا نعلم حينئذ الذي يراد منا الانتهاء عنه حى يكفر غيره، ولا يقال هو من إضافة الشييء إلى نفسه، أي أن الذي نهينا عنه كله كبائر، فيكون المعنى: إن تجتنبوا جميع ما نهيتم عنه ، لأنه يقال: لا يبقى في قوله - تعالى: نكفر عنكم سيعاتكم}(4) فائدة لأن المنهيات إذا اجتنبت كلها لم تبق سيئة أخرى فتوصف بأنها تكفر، ولا يقال: إن المراد بالكبائر أنواع الكفر، لأنه يلزم عليه أن من اجتنب الكفر كفر عنه كل ما عداه وإن كان قتلا وقذفا من غير توبة على ما اقتضته الآية، اللهم إلا أن يقال: إن (1) ينظر ص: 369- 368.
(2) شرح العقائد: 116 .
(3) سورة النساء : من الآية 31.
(4) سورة النساء: من الآية 31 .
Страница 106