399

Нужат Раид

نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد

Издатель

مطبعة المعارف

Место издания

مصر

بِهِ، وَتَدَاوَلَتْهُ الرُّوَاةُ، وَتَنَاقَلَتْهُ الرُّكْبَان، وَاضْطَرَبَتْ بِهِ الأَلْسِنَة، وَتُحُدِّثَ بِهِ فِي الْمَجَالِسِ، وَتُسُومِعَ بِهِ فِي الأَنْدِيَةِ، وَسَارَ عَلَى الأَفْوَاهِ، وَمَلأَ الأَسْمَاعَ، وَانْتَشَرَ بَرِيده فِي الأَنْحَاءِ، وَطَارَ ذِكْره فِي الآفَاقِ.
وَقَدْ خَاضَ النَّاسُ فِي خَبَرِ فُلان، وَتَدَاوَلَتْهُ خَاصَّة النَّاس وَعَامَّتهمْ، وَلَمْ يَبْقَ مَنْ لا يَتَحَدَّثُ بِهِ، وَيُفِيضُ فِيهِ، وَيَسْتَفِيضُ فِيهِ، وَلا حَدِيثَ لِلنَّاسِ الْيَوْمَ إلا حَدِيث فُلان، وَقَدْ أَذَاعَ الْخَبَرَ فُلان، وَأَشَاعَهُ، وَبَثَّهُ، وَنَثَّهُ، وَنَمّه، وَرَفَعَه، وَشَهَرَهُ، وَنَشَرَهُ، وَسَيَّرَهُ، وَطَيَّرَهُ، وَأَعْلَنَهُ.
وَيُقَالُ فِي الأَمْرِ الْمُتَعَالَمِ الْمَشْهُورِ: " مَا يَوْم حَلِيمَة بِسِرّ "وَقَدْ أَصْبَحَ أَمْر فُلانٍ أَشْهَر مِنْ الصُّبْحِ، وَأَشْهَر مِنْ الْقَمَرِ، وَأَشْهَر مِنْ رَاكِب الأَبْلَق، وَأَصْبَحَ خَبَرُهُ أَسْيَر فِي الآفَاقِ مِنْ مَثَل. وَيُقَالُ فِي خِلافِ ذَلِكَ: قَدْ اِسْتَسَرَّ الْخَبَر، وَخَفِيَ، وَاسْتَتَرَ، وَغَمَضَ، وَهَذَا أَمْر لا يَزَالُ بِسَاطه مَطْوِيًّا، وَلا يَزَالُ تَحْتَ طَيّ الْكِتْمَان، وَلا يَزَالُ مِنْ دَفَائِن الْغَيْب، وَمِنْ خَبَايَا الْغَيْب، وَمِنْ

2 / 81