نور الهدى وظلمات الضلال في ضوء الكتاب والسنة
نور الهدى وظلمات الضلال في ضوء الكتاب والسنة
Издатель
مطبعة سفير
Место издания
الرياض
Жанры
وهذا الخطاب في هذه الآية فيه قولان لأهل التفسير:
١ - قيل تُحمل على مؤمني أهل الكتاب، وأنهم يُؤتَوْن أجرهم مرتين؛ لإيمانهم بأنبيائهم، ثم إيمانهم بمحمد ﷺ، فيُعطَون بذلك: نصيبين من الأجر، كما قال ﷾: ﴿أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾ (١).
فلا شك أن من آمن من أهل الكتاب بنبيه، ثم آمن بمحمد ﷺ فإنه يُعطَى أجرين، قال النبي ﷺ: «ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وأدرك النبي ﷺ فآمن به، واتّبعه، وصدّقه، فله أجران، وعبد مملوك أدَّى حقّ الله تعالى، وحقَّ سيّده فله أجران، ورجل كانت له أمةٌ فغذَّاها فأحسن غذاءها، ثم أدبها فأحسن أدبها، ثم أعتقها وتزوّجها، فله أجران» (٢).
٢ - وقيل: هي في حق هذه الأُمَّة؛ لِمَا ذكره سعيد بن جبير أن أهل الكتاب افتخروا بأنهم يؤتون أجرهم مرتين، فأنزل الله ﷿ هذه الآية في حق هذه الأمة (٣).
ومما يؤيّد هذا القول ما رواه أبو موسى عن النبي ﷺ أنه قال: «مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجُلٍ استأجر قومًا يعملون له يومًا
_________
(١) سورة القصص، الآية: ٥٤.
(٢) متفق عليه من حديث أبي موسى ﵁: البخاري، كتاب الجهاد، باب فضل من أسلم من أهل الكتابين، ٤/ ٢٥، برقم ٣٠١١، ومسلم، كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد ﷺ، ١/ ١٣٤، برقم ١٥٤، واللفظ له.
(٣) أخرجه ابن جرير بسنده، في جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ٢٣/ ٢٠٩.
1 / 48