رويدكم أيها الناس فهذا (كتاب النسائيات) يبين لكم الجادة من مكان قريب، ويقول:
إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم .
أباحثة البادية، قرأت كتابك فأنبأني أن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، فأخذ الناس يهتدون بهدى الفطرة، وأنساني أسفي على عبث الرجال بنصف الأمة، وأخبرني أن التاريخ يعيد نفسه فتستوي المرأة والرجل رغم أنف الجاهلين.
أباحثة البادية، قرأت كتابك فأنشدت قول ابن هانئ:
ولو جاز حكمي في الغابرين
وعدلت أقسام هذا الورى
لسميت بعض النساء الرجال
وسميت بعض الرجال النسا
أباحثة البادية، قرأت كتابك فألقى في روعي أن أكون مستقل الرأي كما أعرف نفسي، وأذن لي أن أدخل باب الكلام متأدبا كما تعودت، وألا أتعرض إلا إلى العظيم من الأمور، فإن ائتلف الرأيان فالخير في الائتلاف وكفى الله المؤمنين القتال، وإن اختلفا فهذه عادة الناس فيما هو من عند غير الله، ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك، وربما كان الاختلاف مبدأ الائتلاف، وعند ذلك لا يشين السبب المسبب (كما لا يشين الكلف البدر).
رأيت في المقالة (1) أن المرأة الحاضرة تفهم معنى الحياة أكثر من الغابرة؛ لأن ذلك مقتضى سنة الله في رقي الزمان.
Неизвестная страница