بأسرها تقريبا، فهي تحمل أسلحتها وآلاتها باليد اليسرى، وهي لا تستعمل اليد اليمنى إلا في حال تعدها شاذة مقدسة كعد النقود والنزول من ظهور الخيل.
وللأشراف مشية الرسل، وإليك القديس مرقص اللابس حلة بيضاء، ذات كمين واللابس سروالا ضيقا، وله طور بزنطي حين جلوسه على كرسيه المنسوج وغسل عبد لقدميه.
وآخرون يستقبلون الضيوف في أكواخهم المصنوعة من صلصال، وهم، بأوضاعهم وملامحهم ولونهم البرونزي وسناء ثيابهم الكثيرة الوشاء،
6
يذكروننا بزمر تنتوريتو،
7
وإذا أضفت ذلك إلى عيونهم السود وصمتهم الناطق والأسلحة التي يحملونها دوما أبصرت فيهم منظر الأنبياء المثير للحنان ويلبس الراسات - الذين هم أقوى أولئك - معاطف ذات قبات
8
ضيقة مع حواش بيض فيشابهون بذلك أعيان تيسان لو كانت شفاههم رقيقة، وترى في الظل وراءهم ترسا محدبا وسيفا قصيرا ورمحا ساطعا، وتنم قدودهم ولونهم على حسن صحة أبدانهم في الغالب، ويطيلون الإقامة بالجبال في الهواء الطلق.
والحشمة سمة نساء الطبقة العليا، ويندر أن تراهن في الطرق، وإذا ما أبصرتهن في البيت - والبيت وحده هو الذي يحق لهم أن يجتمعن فيه بالرجال - بهرتك عيونهن اللوزية والعناية العظيمة التي يبذلنها في زينة رءوسهن والوقت الكبير الذي يقضينه في هذا السبيل، وهن - لما يشددن بعض ضفائرهن الصغيرة المجدولة جدلا فنيا ببعض - يظهرن قصيرات الشعور بعض القصر على حين تبدو شعور الرجال طويلة بعض الطول، ويبلغ النساء من الزهو بعملهن هذا ما يضعن معه رءوسهن على قطعة خشب في أثناء نومهن وصولا إلى دوام أثره، والزهم
Неизвестная страница