اخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة . ان أخذه أليم شديد »
فغشيهم من الله يوم عصيب ، وقدر مصيب . فخذلهم الاصحاب ، وضاقت عليهم الرحاب ، فعثر الجد ، ونيا الحد ،وقلب المجن ظهره ، وأنكر الشقى دهره ، وذلك على يدى السلطان الناصر لدين الله صلاح الدنيا والدين (1) ، كهف المهتدين.
فاذعنوا له أي إذعان ، وساروا فى مثل الأسير العان ، فسلبهم المنة والأيد ، وبدلهم بهما الغل والقيد ، وأقام منار الاسلام بعد قعود ، وأعاد الشريعة المحمدية مورقة العود ، وأطلع في سماء الدين كوا كب السعود ، ورفع الراية لعباسبة ببد الخلافة ، وواصل الحق وقطع دابر من يظهر خلافه ، وأعطى القوس باريها ، وكان السابق الى الخيرات ومباريها .
وعلم الله باطنه الذي صح فوافق ظاهره ، فحعل حزبه المنصور ، وفئته الظاهرة ، وجمع له بين رفع راية الخلافة ، وخفض راية الاشراك ، ووقعت طبور ملوك الكفر من معاركه المشهورة في أوثق الأشراك ، ففتح وفتك ، وسفح وسفك.، وأطلق عنان غزوه في مبادين الاقاليم ، وقطع بحد سيفه حدود أصحاب الأقانيم .
وكان حد حسامه مفتاحا للبيت المقدس ، ومصباحا للمسحد الأقصى المشيد على التقوى والمؤسس ، فأعاد الاسلام بعد ذها به ، ورد النصل في قرابه ، والحق في نصايه .
وكل ذلك يتدبير أخيه السلطان الملك العادل ، المحامى عن الدين والمناضل
Страница 166