وأراد تنبيه القارى إليها، فدونها كعنوان لشرحه، ثم اتبعها بشرح لغوى دقيق.
والألفاظ التى يعرض لشرحها لا تقتصر على الألفاظ الفقهية فحسب، بل تتضمن غريب الشواهد، من القرآن الكريم في الآيات التى يستدل بها على الأحكام، وغريب الشواهد، من الحديث الشريف من النصوص التى يستند إليها في توجيه هذه الأحكام.
ومذهبه في عرض الألفاظ الفقهية واحد لا يكاد يختلف، إذ يذكر من قول الشيرازي جملة، يعمد منها إلى لفظ واحد، يأخذ في ذكر مشتقاته، وما يقصد منه في جملته، يبدأ أولا بشرح عنوان الكتاب أو الباب، فيقول مثلا في أول شرحه: من كتاب الطهارة. قوله: "الطهارة: أصلها: النظافة. . . .إلخ (١).
ومن باب الآنية: قوله: "ومن باب الآنية" الآنية: جمع إناء، على أفعلة، مثل كساء وأكسية. . .إلخ (٢).
وقد يتناول لفظ العنوان من غير تقديم له بلفظ "قوله" مثل: "ومن باب نية الوضوء" النية: هى القصد. . . إلخ (٣). هذا إذا تضمن عنوان الكتاب، أو الباب، ما يستوجب التوضيح.
ثم يعين القول قول الشيرازي في المهذب، فيقول مثلا: قوله (٤): "إذا كان الماء قلتين فإنه لا يحمل الخبث" ويأخذ في شرح لفظ "القلة" ولفظ "الخبث" (٥).
وقد ينص على اللفظ المقصود مباشرة، نحو قوله (٦): قوله: "لا يقلد" (٧)؛ قوله (٨): "محضة". . . . .إلخ.
وفي عرضه للشواهد القرآنية الواردة في المهذب، يثبت موطن الشاهد على النحو الآتى:
"قوله" (٩): وقوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ أَذًى﴾ الأذى: هو المكروه الذى ليس بشديد (١٠). . .إلخ.
ويقول في بعض المواطن: قوله تعالى: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ فيه أقوال للمفسرين (١١). . . إلخ. وهذا الشاهد ورد في المهذب (١٢) حيث قال الشيرازي: وأما طهارة الثوب الذى يصلى فيه، فهى شرط في صحة الصلاة، والدليل عليه: قوله تعالى: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾.
وقد لا يصدر الآية بلفظ (تعالى) وهذا ما لا يغفر له، لأنه بهذا يشكل على القارىء الذى لا يحفظ القرآن، فضلا عن ترك التأدب بآداب القرآن الكريم. ومن ذلك قوله: قوله: ﴿وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً﴾ أى: فعلة فاحشة. . . . (١٣) إلخ، قوله: ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا﴾ أى: مستقبلها، و﴿شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ أى: نحوه وتلقاءه، قال الشاعر. . . (١٤) إلخ.
أما في عرضه لألفاظ الحديث الشريف، فإن سمته الغالبة: اثبات موطن الشاهد من جملة الحديث في إطار "قوله كذا" غير مميز له من كلام الشيرازي أو من كلام غيره، ومن ثم كان لزامًا عليَّ الفصلُ بين مختلف النصوص في حاشية التحقيق. ومثاله قوله: قوله: "فليرتد لبوله" (١٥)؛ قوله: "يضربان الغائط" (١٦)؛
_________
(١) ص ٩.
(٢) ص ١٧.
(٣) ص ٢٥.
(٤) في المهذب ١/ ٦.
(٥) النظم ص ١٣.
(٦) في المهذب ١/ ٩.
(٧) انظر النظم ص ١٦.
(٨) في المهذب ١/ ١٤ وانظر النظم ص ٢٥.
(٩) في المهذب ١/ ٣٨.
(١٠) في النظم ص ٤٥.
(١١) انظر ص ٦٦ من النظم المستعذب.
(١٢) ١/ ٦١.
(١٣) انظر النظم ص ٧٠.
(١٤) انظر ص ٧٤ من النظم.
(١٥) النظم ص ٣٦.
(١٦) ص ٣٧ من النظم.
المقدمة / 11