Европейская мысль XIX века
نزعة الفكر الأوروبي في القرن التاسع عشر
Жанры
Leibig ، وكانت تلك الأساليب من قبل طرقا خاصة مقصورا نفعها على المعامل التابعة لبضعة أفراد من العلماء.
ولقد يتذكر البعض منا ما أحدث ذيوع فلسفة «أوغست كونت»
Auguste conte
بين عامي 1830 و1840، تلك الفلسفة التي ظلت بلا أثر بين في بلاده فرنسا، ولم تكسب مركزا ذا شأن في الفكر الإنساني إلا بما كتب فيها «جون ستيوارت ميل»
J. S. Mill ، ومدرسته وتابعيه، وبما تركز فيها من صور الفكر الخاصة بإنكلترا، ومن ثم عادت إلى فرنسا ثانية بعد مضي جيل تام على وفودها إلى إنكلترا.
حدث مثل هذا لمصور إنكليزي صرف همه إلى تصوير المناظر الطبعية، فقد ظل «كونستابل»
Constable ، مهملا حتى عرضت صوره في فرنسا عام 1824، فأحدثت أثرا عظيما في مصوريها إلى حد أنهم يعتبرون عرضها عهدا جديدا تناول تصوير المناظر الطبعية في فرنسا بأعظم تطور وقع في تاريخ هذا الفن.
إن أمثال هذه السياحات الاستكشافية في عالم الفكر والنشاط العقلي، أصبحت مستحيلة في العصر الحاضر؛ لأن العلم خلال القرن التاسع عشر قد لبس ثوب الشعوبية، ومعاهد العلم المستقلة المبتوتة الصلات بغيرها، أخذت تقل وتزداد ندرتها حينا بعد حين، فإن التراسل، وذيوع المجلات الدورية، والتئام الجماعات العلمية ونشر مقرراتها قد كفل للعالم أن يظل محيطا بكل ما تخرج العقول من المستكشفات الحديثة مهما ضؤل شأنها، على أن صبغة العلم الوطنية لا تزال باقية، غير أنه لا يمكن العثور عليها إلا في دفائن الفكر البعيدة القصية: كخطرات النفوس الخفية، والمصطلحات الكلامية التي لا تجد بعض اللغات متسعا لنقلها إلى أبنائها.
وللعلم، كما لدورة الليل والنهار، غسق وفجر، وله صبح تختلط به خيوط الفجر، وله ضوء أبلج لم يشبه من ظلمة الليل دنس، غير أن ضوءه الأبلج قد نما وانتشر وزاد إشعاعا خلال القرن التاسع عشر، حتى إننا لنستطيع أن نتكلم في نزعة الفكر الأوروبي في مجموعه اليوم إذا قصرنا الكلام على الفكر في فرنسا وألمانيا وإنكلترا، في حين أننا لم نكن لنبلغ إلى ذلك في الزمان الفارط.
وإني مع احتفاظي بغرضي الأول، سوف أسوق مباحثي في أكثر جهات الفكر الأوروبي اتساعا وأخصبها إنتاجا ... كيف كانت نشأتها؟ وكيف بلغت إلى ما نراها عليه؟ وماذا كان أثر كل أمة من الأمم في تكوين مجموعة الفكر العامة؟ وما هو حظنا من الجهد في إيتائها بالجديد وتزويدها بالحديث؟ وما هي التغايرات التي انتابتها خلال القرن التاسع عشر؟ ولكن قد نضيف إلى هذا سؤالا يترتب عليه ما سوف نتبع إزاء هذه المهمة من طرق البحث ، قد نسأل: كيف نصل إلى الجمع بين ما تفرق من مجموعة الفكر؟ كيف نستطيع أن نفرق بين ما هو نتاج جهدنا وبين ما هو نتاج جهد غيرنا؟ إن لدينا طريقة واحدة، غير أنها ليست الطريقة التي سوف نتبعها على وجه الإطلاق، وإن كانت طريقة جديرة بإنعام النظر والاعتبار.
Неизвестная страница